19 ديسمبر 2016

كان لنا هناك يوماً بيتا من حجارة وخشب أين هو مني ؟// بقلم وهيبة سكر

ضمنا صغارا كنا نلهو
بجوار بحر
نسمع امواجه ليلا كأنها نبضات
قلب الكون
تهدهدنا
حتى نغفو
ونصحو على امواجه
تدغدغ اركان بيت
بنيناه من حجر
وخشب ابنوس معطر
كان درجه ملعب لنا
نتزحلق
نلعب
ضحكاتنا تعلو
ورائحة خبز قمح طازج صباحي
ومطحنة البن القديمة
رائحة البن تعبق البيت
كل صباح
فنجان قهوة من البن الطازج المطحون تواً
وقط يهرهر بجانبها
وبين قدميها انا اتنسم عبيرها
ومسبحة
تقول ماتقول عليها الجدة
ولم اعرف يوما ماذا كانت تقول
وخشب الابنوس بعطره
ومدفأة الحطب
وشتاء يتعانق فيه المطر معشوقي
وموج البحر
ودجاجات
وامراة تخبز
وشواء البيض
دفئ
ووجه امي الجميل الوضاء
سلام أمان
كان بيتنا
لم نعرف فيه يوما
حزن ولا كدر
حنيني الى رائحة جدرانه
وابوابه
كم يحييني
ويعيدني
الى ايامي الرائعات هناك
حيث لهوي ومرحي وضحكاتي
وبحر اعشقه ويعشقني
ومطر يغرقني
واغنيات  قديمة
تعشقها امي
وعيون جدتي ترعاني
تبكي اذا مرضت
أين أيامي
وذكرياتي
وعمري
وامي وجدتي
اين هي الحياة
وقد توقفت هناك
في البيت الخشبي الحجري
وباقي الامكنة والدور
هباء
وخواء
وانفاس تضيق بي
وعمر مجتزأ
بلا نبض
وخلو من الاحباب
وصفير الحنين في اذني
الى هناك
يأخذني
لاحيا العمر من اوله واعود
بقلم وهيبة سكر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق