30 سبتمبر 2015

موسيقي الكون // بقلم وهيبة سكر

موسيقي الكون
___________
ضجيج الصمت
صراخ الصوت
موسيقي الكون
مجرات تتناغم
تتبادل تتحاور
تغني لحن النبض
الأول
كون يتمايل
اتساق
تناغم
انتظام الخطوات
نقطة البدء
الأول
بلا لغة ولاحرف
تتواصل
وموسيقي
صاخبة الصمت
في كل الأركان
موسيقي
لايسمعها
غير رهيف السمع
والروح
شفافة رقراقة
تترقق
تسعى
تتراقص
رقصة أبدية
مجراتٌ معي
تأخذ بيدي
تراقصني
تلاطفني
تُقبلني
تلثم وجهي
رشات العطر والحب
في الكون تاتي
تأتيني محملة بالحب
والعشق
تقول لي
حبي اعشقي
وسع الكون اعشقي
وعن الحب لاتتوقفي
وعن الشعر والكلمات
لاتتوقفي
ما أجملك مجرات
أطوف معك
حول الحب الاول
// بقلم وهيبة سكر //

يقهقه زماننا في سخرية // بقلم وهيبة سكر

يقهقه الزمان في سخرية
خيباتنا المتوالية

كم جاد زماننا علينا
بأمال عذاباً

كانت أحلاماً في
الأيام الخالية

الآن النورس الأسود
يحوم حول الزبد

تكسرت موجاته
وأجنحته البالية

ولون الأرض المغسول
بالمطر المحتقن

بافتراس البركان
لم يروي العطشا

وهجر دروب الارض
والترابَ

وينقلب القمر الاحمر
ليعم سوادا

والزمن الغاضب منا

واللوم الباد

وتلعثم أمواج البحر
وانتصار الزبد

والنورس يحط
على الشط
يئن

والنيران الكامنة

في الأعماق
تئط

وحري بها أن تئط
هل لنا

من يومٍ

تعود للنورس
أجنحته

واللون الابيض

ليطير

هل ؟

// بقلم وهيبة سكر //


لمن هذا الهوى وهذه النجوى // بقلم وهيبة سكر

لمن هذا الهوى والنجوى
_______________________
ولمن هذا الهوى والنجوى
أضعفٌ أصاب الحشاشة
والفؤاد؟
أم انه الحب المباغت والجوى
أسيف قاطع لجفاف العمر
أم انه
ألعوبة حمقاء في ظُلم الليالي؟
لا ياقلبُ توقف ولا تهوي
في مدارج العشق وتعقل
أيصيبك ما أصابك دهرا
دعك من حب وعشق وهوى
صمُ أذناك ياقلبي عنه وهنا توقف
لاتسمع لاتستجب
وتذكر عذاباتك القديمة
واللوعة والغدر والجوى
توقف عن تلك النبضات الشاردة
المرتجفة المرتعشة المنتشية
بالكلمات والاشارات المُلهمة
الملتهبة
وابق هنا في صدري وإليه لاترحل
وله لاتسمع لا تتأثر ولنبضاتك
لا تستجب
دعك من هواه
والجوى والغدر
لاترحل إليه لاترحل
// بقلم وهيبة سكر //

تفسير الحب بالكيمياء // بقلم وهيبة سكر

تفسير الحب بالكيمياء // وهيبة سكر

شئت أم أبيت، أربع دقائق تفصلك عن معرفة إذا ما كان الشخص الذي التقيت به للتو يستحق أن تبذل كل جهدك للتعرف عليه أم لا. فقد بُرهن علمياً أن الإنجذاب يستخدم بنسبة 55% لغة الجسد والمظهر، بينما يعتمد بنسبة 38% على سرعة ونبرة الكلام اللفظي و٪ 7 فقط على ما يُعرف مسبقاً عن الشخص.
لكن عندما تمر هذه الدقائق الأربع، ما هي الخطوة التالية؟ وصفة الحب الدائم والمستمر تكون في ثلاث مراحل: الرغبة، الإعجاب، والتعلق. وجميع هذه المراحل يمكن أن تفسر بطريقة علمية كيميائية.
فالرغبة هي الخطوة الأولى والأكثر سهولة. وهذا الأمر مبرهنٌ علمياً. هذا هو الدّور الرئيسي لهرمونات التستوستيرون والاستروجين.
هرمون التستوستيرون يمثّل القوة الدافعة الرئيسية لكل من الرجال والنساء، ويمكن أن يكون علاجاً طبياً للأشخاص الذين يعانون من الإنخفاض في الرغبة الجنسية.
لكن المرحلة التالية، وهي الإعجاب، لا تحصل بهذه السهولة، فمن منا لم يعش شعور الإستيقاظ عاشقاً متيماً بالحب الجديد، منشغل الفكر حالماً طيلة الوقت؟ هذا العاشق الذي عندما يرى الحبيب الغالي يبدأ في الارتجاف، و يتصبب عرقاً. يبدأ بفقدان التركيز، وتزيد حاجته للطعام والنوم، ومجرد التفكير بحضور الحبيب يجعله في حالة سكر.
لنكسر سحر و غرابة هذه المشاعر بتفسير علمي فيزيولوجي: ترتبط حالة التفكير والحلم الدائم بإرتفاع نسبة السيروتونين. أما إزدياد دقات القلب فتتسببه الادرينالين. وأخيراً، فإنخفاض ساعات النوم والغذاء مرتبطٌ بالدوبامين (وهو الإحساس نفسه الذي يتلقّاه المرء من الكوكايين)! لذلك يمكننا أن نشكر دماغنا ،وليس إله الحب كيوبيد، لصعودنا إلى سابع سماء في بداية العلاقة. لكن هل يمكن أن تكون هذه التغييرات الفزيولوجية فخاً لخداعنا بتمثيلية رومانسية على أمل أن نتزوج ونتكاثر؟
التعلق هو المرحلة التالية والأخيرة من مباراة الحب، تتعزز خلالها الأواصر التي تكونت خلال مراحل الرغبة والإعجاب، عبر التفاعلات الكيميائية الحاصلة في جسدنا. فالأوكسيتوسين هي المادة الكيميائية الرئيسية التي تفرز في جسد الإنسان أثناء النشوة الجنسية، ولادة الطفل أوالرضاعة الطبيعية. هي عنصر أساسي في خلق روابط دائمة بين الأشخاص الذين يتشاركون هذه اللحظات. وقد بُرهن أنّ زيادة مشاركة النشوة الجنسية بين الطرفين تقوي أسس العلاقة بينهما و تعزز أواصر الألفة. وينطبق الشيء نفسه على ما يتعلق بالرضاعة الطبيعية والعلاقة بين الأم وإبنها. و لهذا السبب يطلق على هذه الهرمون هرمون “العناق”. كما تستعمل هرمون الأوكسيتوسين كدواء جديد للمساعدة في التوجيه الجنسي الطبي للأزواج أيضا.
بإختصار، إن إزالة الغموض عن عاطفة الحب يمكن أن يتم بشكل علمي بفضل الكيمياء ولكن يبقى كل شيء ممكناً ما دامت الحياة مستمرة. فيمكن للحب أن يحدث في أي مكان أو زمان. لكن وجود التوازن الصحيح في هذه الهرمونات والناقلات العصبية يساعد بالتأكيد في هذه العملية!

29 سبتمبر 2015

الحب في علم النفس // وهيبة سكر

(Love)الحـب

          الحب كلمة رقيقة تصف المشاعر الكامنة للكائنات، وتعبر عن ميل تجاه شخص (أو شيء)، وهذا الميل، غالباً، ما يكون مرتبطاً برغبة الاقتراب منه. ويصفونه بأنه سر غامض، في محاولة لإضفاء قدسية عليه، أو لعدم كشف أغوار النفس وفضحها، وما يكمن خلف الحب، لأن ذلك يجرد الحب من الهالة الضخمة، التي نسجت حوله على مر القرون والأزمان. فمن لديه الشجاعة أن يعلن لمن يرتبط بها أن الحب وهم كبير، وأن ما يشعر به تجاهها، وما تشعر به تجاهه، إنما هو وهم صنعاه وعاشا فيه معاً؟! ومن لديه الشجاعة أن يقول لأمه إنها تحبه بدافع من أنانيتها، لأنه امتداد لها؟! ومن لديه الشجاعة أن يعلن ذلك، كتفسير لكل علاقات الحب المُدّعاة من قبله أو من قبل الآخرين؟!
          ولكي نفهم طبيعة الحب، علينا أن نتتبع رحلته مع الإنسان منذ مولده، لنرى هل هو فطرة خلقت بداخلنا؟ أو أنه وهم نعيشه؟ أو هو شعور داخلنا نسقطه على الآخرين؟ أو أننا اخترعناه لكسر حدة الشعور بالوحدة؟
          بداية، بعد أن يولد الطفل، لا يدرك من حوله، لذا، فهو لا يشعر إلاّ بنفسه، وبحاجته هو، من دون غيره. فعندما يشعر بالجوع، يبكي ويظل كذلك من دون مراعاة لمن حوله، إلى أن تأتي أمه، فتطعمه، فيهدأ. ويتكرر الشيء نفسه عندما يشعر بالخوف، إذ تأتي الأم لتهدئته.
          ونلاحظ من ذلك، أن كل حبّه يتوجه إلى نفسه، وارتباطه بالأم الذي يبرز بعد فترة من ولادته، إنما هو ارتباط بمن يشبع له حاجاته. والدليل على ذلك، أنه لو ولدته أم وأعطته لأخرى تعنى به، فإنه سيرتبط بمن اعتنت به وأشبعت حاجاته. إنه حبٌّ من أجل نفسـه، وحفاظٌ على بقائه. وهذه الظاهرة يسميها علماء النفس "النرجسية الأولية"، أي حب الذات الأولى (Primary Narcissism)، وهو غريزي من أجل البقاء، ويظل الطفل على هذه الحال، من حبه لنفسه فقط، إلى أن يدرك أن هناك آخرون، هم أمه وأبوه وأخوته، ولكنه يظل على أنانيته، فيرغب أن يكون كل شيء له وحده، كل اللعب وكل الحلوى. فإذا أحضر له والده قطعة من الحلوى، فإنه يرفض إعطاء أخيه جزءاً منها، وهنا تتدخل الأم، في محاولة لجعله يتنازل عن جزء من حلوته مقابل حبها له وحب أخيه، وأنها ستحضر له حلوى، مرة أخرى، إذا أعطى أخيه جزءاً الآن. فيتنازل الصغير عن جزء من الحلوى، أي أنه يتنازل عن جزء من حبِّه لنفسه، يعطيه للآخرين، كي يأخذ من الآخر مقـابلاً لهذا الحب. هذا المقابل قد يكون مادياً، كإحضار حلوى له مرة أخرى، أو معنوياً، يتمثل في رضاء الأم وحبِّها له. وهكذا يحوز الطفل القبول الاجتماعي، داخل الأسرة وخارجها، بتنازله عن جزء من حبِّه لنفسه، وهو ما نسميه "النرجسية الثانوية" (Secondary Narcissism)، وتعني حب النفس من خلال الحصول على الحبِّ من الآخرين.
          وعندما يشب الطفل، يكون البلوغ، إذ تُفرز الهرمونات الجنسية، فتحرك شهوته وميوله تجاه الجنس الآخر (Heterosexual Inclination ) لكنه يتعلم من المجتمع، أن الميول الجنسية شيء مخجل، ولا يُقبل التعبير عنه بشكل مباشر، وإنما المقبول هو الحب الذي يتغنى به الناس، ويعبر عن الميول نفسها. فيستخدم كلمة الحب للتعبير عن ميوله وغرائزه، التي تحركت بعد البلوغ، والعجيب أن تلك المشاعر أحياناً تكون موجهة نحو بنت الجيران، التي كان يلعب معها، قبل البلوغ، ولم تكن سوى رفيقة لعب، وكثيراً ما كان يضربها، أي أن الذي غير موقفه، هو هرمون الذكورة الجنسي (Testosterone)، ولو أعطى، فرضاً، هرمونات أنثوية (Estrogen & Progesterone)، لأحب ابن الجيران بدلاً من بنت الجيران.
ونلاحظ، من خلال عرضنا لرحلة الحب مع الطفل والمراهق، ما يلي:
  1. الأساس أن الطفل يحب نفسه.
  2. يتعلم الطفل أن يتنازل عن جزء من حبه لنفسه، يوجهه للآخر، كي يأخذ من الآخر مقابلاً لهذا الحب، سواء كان المقابل مادياً أو معنوياً.
  3. يعبر المراهق عن رغبته الجنسية بكلمة الحب.
          ومن هذه الملاحظات الثلاث، نخلص إلى أن الحب إنما هو حب النفس في المقام الأول، ويحب الشخص آخر كي يحصل على مقابل لهذا الحب، هذا المقابل هو الإشباع المادي أو المعنوي. والأدلة على ذلك ليست قليلة منها:
  1. ما يتردد في أقوال الناس، كثيراً، وفي صراحة ووضوح، (أحبك قوي قوي، أكثر من نفسي لا).
  2. قد يختفي الحب، أو تقل حدّته، بعد تحقق الإشباع، مثل الإشباع الجنسي، الذي يتحقق بعد الزواج، فتنطفئ  جذوة الحب المتقدة، ويحل الفتور بعد الشوق والهيام، بل أحياناً يصل الأمر إلى الملل والطلاق.
  3. عند اكتشاف المحب خيانة محبوبه، ينقلب هذا الحب إلى عداء قد يصل، أحياناً، إلى درجة القتل أو التشويه.
  4. عندما يختلف الحبيبان، لسبب ما، فإن كل منهما يتعصب لرأيه، ويتعاطف مع نفسه، وينحاز إليها، أكثر من تعاطفه مع الطرف الآخر.
  5. في حالات الفراق، واختفاء المحبوب، من دون أمل في عودته، يكون النسيان وإحلال البديل.
ولكن ما هي دوافع الحب المعنوية؟
          إنها الحاجات النفسية (Psychological Needs)، التي يرغب الشخص في إشباعها، سواء كان واعياً بها، أي في مستوى عقله الظاهر، أو غير واعٍ بها، على مستوى عقله الباطن. وأشهر الدوافع النفسية للحب، هي حب فتاة لرجل في سن أبيها، كبديل للأب، أو حب فتى لامرأة في سن أمه، أو أكبر منه بعدة سنوات، كبديل للأم. إنها الــرغبة في أن يظل كل منهما مستشعراً لحنان الأب، أو الأم، في مقابل طفولته. ولو فُرض أن الأكبر تحمل طفولة الأصغر، فإن الأصغر قد ينضج ويصبح في غير حاجة لحنان أب أو أم، وهنا يثور ويبحث عن آخر يكون نداً له.
          ومن بين الحاجات النفسية فارس الأحلام أو فتاة الأحلام، التي يحلم بها المراهق (أو المراهقة)، وعندما تجد هذا الفارس، فإنها تهيم به حباً من أول نظرة له، ويطلق البعض عليه الحب من أول نظرة. ولقد تكونت صورة فارس الأحلام في عقل الفتاة عبر سنوات حياتها السابقة، بدءاً من الطفولة، عندما كانت تمر بمواقف أو أحداث تجعلها تميل لملامح معينة في الشكل والشخصية. فالطفل عندما يلقى معاملة طيبة من شخص، فإنه يطمئن إلى هذا الشخص، وترتبط ملامح هذا الشخص في ذهنه بالمعاملة الطيبة، وتظل تتجمع في ذهن الفتاة ملامح كل من تطمئن إليهم، حتى تتكون في النهاية لديها صورة مفضلة، لشخص يبعث في نفسها الإحساس بالأمان والثقة، وتود الارتباط به. وهذه الصورة قد تكون واضحة في ذهن الفتاة، وقد تكون غير مكتملة الوضوح، والشيء نفسه يحدث للفتى فيما يتعلق بفتاة أحلامه.
          كما نلاحظ حباً مبنياً على خبرات سابقة ليست خاصة بالشخص نفسه، بل مضافاً إليها خيال المراهقة وأحلام اليقظة. وما بُني على الخيال، فقط، لا يصلح أساساً للواقع، فقد يكون من طرف واحد، ومن خيال أحد الطرفين، دون الآخر. وإذا كان من الطرفين، فإنه خيال مراهقة، ويفترض كل منهما أن يجد في الآخر المواصفات التي تخيلها، وهذا نادراً ما يتحقق. لذلك، غالباً ما يُصدم كل منهما في الآخر، وسرعان ما يموت الحب، الذي كان متوهماً، لأن كل منهما يحب تحقق الصورة التي في داخله عن شخص الآخر، وإذا لم تتحقق، يكون الإحباط، الذي يولد العدوان بدلاً من الحب.
          أمّا دوافع الحب المادية، فهي حاجات الإنسان المادية، من جنس ومال ومكانة اجتماعية، فكثيراً ما تكون تلك الماديات دافعاً للحب، بحثاً عن إشباع تلك الحاجات.
          وإذا كان ما سبق تقسيم للحب على أساس الدوافع، فإن هناك تقسيماً آخر لأنواع الحب، طبقاً لشخص المحبوب. فهناك الحب العاطفي، وحب الأصدقاء والأخوة والأبناء، وحب الوطن، وحب الإنسانية، وحب الوالدين، وحب الله.

1. الحب العاطفي

وهو الحب بين رجل وامرأة، وتلعب فيه الحاجات المادية، من غريزة جنسية أو غيرها من حاجات الحياة، دوراً. كما يضطلع البناء النفسي، وحاجات الإنسان المعنوية، بالدور الأكبر في هذا النوع من الحب.

2. حب الأصدقاء والأخوة الأبناء

إذ يرى الشخص نفسه في أخيه أو صديقه أو ابنه، إمّا لأنه يشبهه، أو ينتمي إليه، حيث يعيد معايشة صورة الذات في شخص المحبوب، أو يتفق معه في تفكيره ومشاعره، أو يختلف عنه فيكمله، أو لأن كل منهما يوجد في الصورة، التي كان يرغب الآخر في أن يكونها.

3. حب الوطن

وهو حب لِما ينتمي إليه الشخص، من أرض يتوارى في ترابها رفات آبائه وأجداده، ويرتبط بها بذكريات طفولته، وأيام شبابه، ولو كان منتمياً لوطن آخر لأحبه الحب نفسه.

4. حب الإنسانية

وهو حب لقِيم وأخلاقيات زرعها المجتمع في نفس الطفل، عندما علمه كيف يتنازل عن جزء من حبه لنفسه، ليحب به الآخرين، كي يأخذ حبّاً مقابلاً، وقبولاً أكثر من المجتمع، ويكفيه في ذلك أن يرضي جهاز قيمه الداخلي (ضميره) ليشعر بالراحة.

5. حب الوالدين

هو عرفان بالجميل لمن دعونا في طفولتنا، وأصبحت ترتبط صورتهما في أنفسنا بالحنان والرعاية والأمان، التي كثيراً ما عشناها معهما في طفولتنا، وكثيراً ما رأينا أبناء يكرهون آباءهم لأنهم لم ينالوا منهم ما كانوا يبغون من رعاية، وفي حالات التبني للأطفال الرضع يحبون من ربّاهم ورعاهم، ولا يلتفتون إلى آبائهم البيولوجيين (الحقيقيين).

6. حب الله

هو جزء من الإيمان، وشرط لاكتماله، وشكر لله على نعمه التي لا تعد ولا تحصى، أو طمعاً في جنته، أو خوفاً من عقابه. وهو في كل الأحوال لمصلحة الإنسان ومنفعته في الدنيا، بشعوره أنه في معية الله، فيشعر بالأمان والاطمئنان، وتغشاه السكينة، كما هو لمصلحته ونفعه في الآخرة، فهو الآمن، في يوم الخوف العظيم. وجزاء هذا الحب، الجنة التي وعد الله بها المؤمنين.
          ومكـان الحـب ليـس في القلب (Heart)، كما صور ذلك الشعراء، ولكنه في المخ، فما القلب سوى عضلة (Cardiac Muscle)، تدفع الدم إلى جميع أجزاء الجسم، أما الدماغ  (Brain)، فهو مركز الانفعالات والعواطف ومصدرها، وليست نقطه بعينها داخل الدماغ، ولكن هناك مجموعه من التراكيب داخل المخ ترتبط ببعضها، يطلق عليها العلماء الجهاز الانفعالي (Emotional System)، أو يطلق عليها الجهاز الطرفي (Limbic System)، وهذه المجموعة لا تقوم بوظيفتها منفصلة، ولكنها ترتبط بقشرة المخ (Cerebral Cortex) كما ترتبط بالغدة النخامية (Pituitary Gland)، سيدة الغدد في الجسم، وتوجد أسفل المخ، على قاع الجمجمة (Base of the skull) وعندما يرى الشخص محبوبه، فإن الرؤية تمر عبر جهاز الإبصار، إلى قشرة المخ البصرية (Visual Cortex)، التي تستخرج من أرشيف الذاكرة (Memory) ما يرتبط بشخص المحبوب من انفعالات وأفكار، فتتولد شحنه تصل إلى الجهاز الانفعالي، الذي ينشط، فيولد انفعالاً يسرى في أجهزة الجسم المختلفة، ومنها القلب، الذي يختل إيقاعه، فتزداد سرعته، وتشتد ضرباته، وهذا كله يحدث في سرعة خاطفة، لدرجة أن الشعراء ربطوا بين تغير ضربات القلب (Heart Beats)، وبين شخص المحبوب، ومن ذلك قول أحدهم (بانت سعاد فهاج القلب من بان).
ويتساءل أناسُ: هل من وسيلة لكبح جماح الحب؟
          إن فهم الدافع الداخلي للحب، فهماً واضحاً، من دون لبس، يقلل كثيراً من حدة الحب، ويخلصه مما يشوبه من خيال، وينزل به إلى أرض الواقع. فالخيال هو المسؤول عن اشتعال نار الحب، إضافة إلى أن الإشباع للحاجة الدافعة للحب، غالباً ما ينهي الحب ويطفئ جذوته. ونلاحظ أنه كلما كانت دوافع الحب معنوية، وعلى عمق لاشعوري (Deep Unconscious)، كلما كان الحب رومانسياً يصعب فهمه، ومن ثم تستعر جذوته.
          وقد يشكو بعض الناس من حب التملك الخانق، الذي يطوق به الطرف الآخر، وهذا يرجع إلى أن المحب عندما كبر وأحب آخر، كان بالنسبة له شيئاً مشبعاً كقطعة الحلوى (السابق الإشارة إليها)، فإذا كان أنانيا (أي أن نرجسيته الأولية عالية)، فإنه يريد الشخص كله لنفسه، ويستأثر به من دون الآخرين، حتى ممن لهم حقوق عليه، مثل الوالدين والأخوة والأصدقاء، لأنه لا يشعر إلا بحاجته هو، تحت شعار الحب والغيرة.
          والحقيقة غير ذلك، فهي أنانية لم تُهذّب منذ الطفولة، أو أنها هُذّبت تحت ضغط الواقع، كما يحدث كثيراً، ولكن بعد الزواج نكص (Regressed)، الشخص في علاقة إرتباطية تعويضية لعلاقة الأم (أو الأب). ولذلك، فإننا نرى بعض الأزواج والزوجات يرتبطون بالآخر بشكل مرضي، وليس حبّاً للطرف الآخر، فحب الآخر يعني، منطقياً، حب رفاهيته وسعادته، ولكن في عرف الأنانيين، يعني تملكه من دون الآخرين، لدرجة أن هناك مثل شائع يجعل موت الآخر أفضل من تركه، وهو عن المرأة التي تقول في مقولة شائعة (جنازته ولا جوازته أي من امرأة غيرها)، وتقصد بذلك زوجها الذي تحبه (من وجهة نظرها). ولذا، فإن هذا ليس حبّاً، بقدر ما هو أنانية تنطوي على عدوان، يصل إلى درجة الموت للمحبوب. وهذا يخالف موقف المُحِبّة الحقيقية، التي تنشد الرفاهية لمن تحب أيّاً كان، والتي يجسدها موقف المرأة التي كانت في نزاع على ابنها، مع أخرى تدعي، كذلك، أنه طفلها، فقال القاضي، مختبراً لمشاعرهما تجاهه، نشطره نصفين لتأخذ كل امرأة نصفه، فصاحت الأم الحقيقية المُحِبّة رافضة ذلك، وموافقة أن تتركه للأخرى، على أن لا يموت.
          لذلك، فإن حب تملك الطرف الثاني، إلى درجة خنقه وعدم إعطائه قدراً كافياً من الحركة والحرية، هو أنانية وعدوان تجاه الآخر، وإن كان ظاهره حبّاً. وهناك بعض الحالات المريضة، فعلاً، التي، من خلال مرضها، يظهر عرض حب التملك والاستحواذ، وعدم القدرة على الانفصال، ومنها قلق الانفصال (Separation Anxiety) إذ لا يستطيع المريض الانفصال عن الشخص موضوع الارتباط، وذلك لتعرضه لصدمات انفصال تمت في طفولته لموت أو سفر، أو بسبب اعتماده الشديد، في طفولته، أو تعلم هذا من أحد الوالدين. كما أن المريضة بالهلع (Panic)، وهو حالة شديدة من القلق، قد ترتبط بشريكها، ولا ترغب أن يغادرها كي لا يصيبها مكروه. وعلاج ذلك يكمن في تنمية نضج المريض، واعتماده على ذاته، وتقليل نكوصه، ومساعدة عقله في السيطرة على مشاعره الطفولية التي قد تدمر حياته.

الكون المادي ومعضلة الزمن // وهيبة سكر

في يوم من الأيام، في بدايات القرن المنصرم، القرن العشرين، صرح آينشتين أن الزمن مجرد وهم تعودت عليه حواسنا، وتبعه كثير من العلماء رغم عدم هضمهم لهذه الأطروحة وتقبلوا مفهوم مبسط للزمن لايعدو كونه سهم أو اتجاه من الماضي نحو المستقبل مروراً بالحاضر، وبالتالي هو ليس سوى وهم ناجم عن التقلبات والتحولات والحركات التي تملأ العالم المادي، وهو صورة أخرى غير مألوفة للمكان، و لا وجود لما شاع بين الناس للزمن المطلق. وبعد مرور قرن يأتي عالم أمريكي هو لي سمولن Lee Smolin ليقول أن الزمن موجود وليس وهم. ولقد فاجأ صاحب نظرية الثقالة الكمومية أو الكوانتية لي سمولن في كتابه الأخير المعنون :" الزمن يولد من جديد Time Reborn – Le Temps Renait " الوسط العلمي في الولايات المتحدة الأمريكية في نهاية عام 2013 إذ أن هذه المقاربة الجديدة للزمن من شأنها إنقاذ الفيزياء من الجمود الذي وقعت فيه مؤخراً والمساعدة على صياغة نظرية الثقالة الكمومية أو الكوانتية la gravité quantique التي ستمثل الخطوة الأولى حسب سملون للتوصل إلى النظرية النهائية الشاملة والجامعة والموحدة لكل نظريات الفيزياء.
 كان الزمن وما يزال يشكل معضلة للفيزيائيين منذ إطاحته من عرشه على يد آينشتين إلى عودته متوجاً على يد لي سمولن حيث استمرت الفيزياء استخدام مقاديره وقيمه الرياضياتية رغم عجزها عن تحديد وتعريف ماهيته بدقة علمية قاطعة ونهائية. فهو موجود وبإمكانه أن يحدد لنا تأرخة أحداث، وتحديد مدد أو مديات، وفهم حقيقة وقوع حدثين في آن واحد، أي وضع نوع من التعاقبية أو التسلسلية للأحداث التاريخية التي تحدث في عمر الوجود. النقطة الأهم في هذا الطرح الجديد هو أن الزمن نفسه يمنعنا من السفر للماضي أو للمستقبل، مما يمنع أي فرد، لو قيض له أن يعود للماضي، من قتل جده ومنع ولادة أمه وبالتالي ولادته هو منها، في حين هو موجود لأنه هو الذي يقوم بعملية قتل الجد وهذه مفارقة. بينما لا تمنع نظرية النسبية، نظرياً على الأقل، إمكانية السفر عبر الزمن والعودة للماضي أو الذهاب للمستقبل. فالزمن وفق هذا المفهوم الجديد يحمي مبدأ السببية principe de causalité الذي يحتم أسبقية السبب للنتيجة والعلة للمعلول، وهو نفس المفهوم الذي تبناه إسحق نيوتن الذي قال بأن الزمن سيرورة تمضي على نحو متسق ومنتظم ومتماثل ومطلق يمتد من الماضي إلى المستقبل، وهو نفسه موجود في أي مكان في الكون، أما الزمن الحسي أو الحدسي فهو ذلك الذي نتشاطره بيننا جميعاً والذي يوائم الحياة اليومية. فالزمن من وجهة نظر غاليلو مثلاً هو علاقة بين شيئين وليس شيئاً موجوداً على نحو مستقل، مما يعني أن الزمان والمكان متداخلين وليسا جوهرين منفصلين. 

سأمزق جلبابي الأخرق // بقلم وهيبة سكر

أمزق جلبابي
هذا
الأخرق

أفر فرار
المجذوب
الى

اللون
الأزرق

سئمت
لون الدم
الأحمر

مللت
لون الصحراء
الأصفر

أريد الكون كله
لوناً

أزرق

سماوات
وبحر

أحن للون

القمح

الأخضر

إلى
ري النيل

ذهبي اللون
 ماء
عذب
يختال
يتبختر

يتهادى
بين
الضفتين

يغني للسّمار
للعشاق
للنخيل

للشمس

في الأصيل

وأعود أعود

إلي ميلادي

الأول

// بقلم وهيبة سكر //

ولمن هذا الهوى والنجوى // بقلم وهيبة سكر

ولمن هذا الهوى والنجوى
أضعفٌ أصاب الحشا شة
والفؤاد؟

أم انه الحب المباغت والجوى

أسيف قاطع لجفاف العمر
أم انه
ألعوبة حمقاء في ظُلم الليالي؟

لا ياقلبُ توقف ولا تهوي
في مدارج العشق وتعقل

أيصيبك ما أصابك دهرا
دعك من حب وعشق وهوى

صمُ أذناك ياقلبي عنه وهنا توقف
لاتسمع لاتستجب وتذكر عذاباتك
القديمة واللوعة والغدر والجوى

توقف عن تلك النبضات الشاردة
المرتجفة المرتعشة المنتشية
بالكلمات والاشارات المُلهمة
الملتهبة
وابق هنا في صدري وإليه لاترحل
وله لاتسمع لا تتأثر ولنبضاتك
لا تستجيب
دعك من هوى وجوى وخيانات

لاترحل إليه لاترحل

// بقلم وهيبة سكر //

وانظر إلى امتداد سلطانك وارتشف // بقلم وهيبة سكر



وانظر إلى امتداد سلطانك وارتشف
_____________________
من اهتزازات الحياة وارتجافاتها وانفجاراتها
عطشٌ
والكونُ يغدو مملكةٍ بارحةٍ وبراعةٍ حينْ تبدُ
خلايا الكونِ مترعةٍ بكَ ياوجدُ أنت وجد
غطيت أنت وكشفتَ وعممتَ عمقاً
خفاءًوأفقاً وفلك وطراوةلدانةأخضر وخضراً أخضر
ياعشقُ ياعشقي ياعشقهُ
تلونْ بفرشاة سحرهِ
وتعال نرتشف حلاوة ولا شرح ولا عينٍ ترانا
كم كان بديعاً عشقنا
وأثار الحساّد
ملأنا الكون أحاديثا كنا معناها
والروح تخاطبك في بعادٍ
فررت بك خشيةَ قتلنا
رغم ألم الذبح
لم تنقطع حكاوينا
ذق حلاوة حبنا وعشقنا
حبك
في البعاد أحلى
// بقلم وهيبة سكر //

تجليات ذات فجر // بقلم وهيبة سكر

رحماك بقلبي المتقطع
لاتقصيه
جدب يصيبه
يقتله
تحنن وامنن
من دون حبك
فراغ وموت
ياهو
ياهو
ياهو
أهدر يانبع العشق
ومني لاتجف
انبع مني منه
موسيقي
ورواء
قلبي يئن
إليكم يحن يحن
مولاي
// بقلم وهيبة سكر //

يتقطع قلب الزمان // بقلم وهيبة سكر

يتقطع قلب الزمان
ويكتئب
على شتات
وتمزق
وطغيان وتجبر
وتطاول البنيان
للزيف
وللقسوة
والأفك والبهتان 

متى ؟
تنتهي أسطوره
هذا الأفاك
الأفاق
يلوح بالشر
في كل الافاق
لايملك الا الآلة
الحديدية
وقلب ميت
مفقوء العينان
كف بصره
عن كل جميل
وراح يقّتل
براعم الورود والياسمين
ملعون أنت
وآلتك الجهنمية
ومن يواليك
ومن والاك
في نار جهنم
مأواك
فلا تتعجل
مصيرك محتوم
كما تدين تدان
// بقلم وهيبة سكر // 

28 سبتمبر 2015

ياسر الحرف // بقلم وهيبة سكر

ماذا قالوا عن لغتك ياسر الحرف
***
ياسرُ الحرفِ أنت
ماذا قالو عنها وماذا عرفوا ؟

تبيت أنت في الحرف في كل حرف ليلة

تُشحذ فيك وفي الحرف طاقات

تستقبل المعنى

عشقت انا حرفك

تتراص الأحرف في لغتك

فيها طلسمٌ وسرُ

غيبتّني أحرف تجليّاتك فرأيت ألوانا ورسم

أًغمض عيوني واستسلم لسر حرفك

أأ نت العاشق المصري الكاتب الجالس القرفصاء في معبد

حرفك كطمي النيل الاسمر غذاء رحم الأرض

هدوء أحيانا في حرفك

وفي الاعماق اعصار وعاصفة

وفيك وحرفك نعومة الحب

تخفي الحب ولا تبديه

لك احوال

وباحث انت في الاكوان والازمان

عن نغمات واحرف شاردة

لموسيقى طازجة عذبة بكر

من موسيقى الكون

الكون فيك من الثرى الى الثريا

وفيك فلك وكوكب ونجم

رأيت في حرفك ولغتك الوعي الاول

ولن تتكرر

اراك وراءي وامامي وحولي

حروفك تطوف حولي وتتنفسني

حاملا اوراقك واقلامك

ثم اراك مع الذاكرين في الحضرات

وفي امسية شعرية

تلقي اشعارك

تذهل الحاضرين باللغة والحرف

وفي الفجر تنادي على انغام ناي اخناتون

واسمع معك في لغتك مزامير داوود

تخطف الروح والمهج

سيف في لغتك ناعم شفيف

عات بتار اعصار

اخشاك واخشى حرفك ولغتك

فانت في صمتك مدو بلا صوت

ياملك الحرف الشفيف الرفيف

هل نهرب معا يوما من زماننا

حيث الحب أقرب

وفي الزمان المتخيل انا اليك اقرب

بلا جواز سفر نرحل

وفي بكر حرفك ومعانيك اقيم معك

الى كون آخر مُتخيل

نؤلف معا ملحمة حب وموسيقي وكتب شعر

ياملك الحرف من علمك سر الحرف

يارشيق الحرف واللغة بين الف وباء وراء وجيم

يامسافرا في اللغة والحرف

من حرف الى حرف في مقامات

بديع العزف واللحن

متسق الخطوات مِلكاً

والالحان

متنقلا بين مقامات

النهاوند

والسيكا

ومستقر في مقام الصبا

عشقت احرفك وكلماتك وانغامك

فالبستها اردية

وبديع الوان

وكونت من الحرف قصائد غزل وشعر

لم تكتب بعد

ياساحر الحرف وسره

ياملك اللغة والبيان

مقيم انا في حرفك

منذ علمت الطلسم والسر واغلي عطور الكون

وفيك وفيها اقمت


 ياسرُ الحرف

// بقلم وهيبة سكر //