16 أبريل 2021

رسائل حب في رمضان // الرسالة الخامسة // عبد القادر الحسيني

 رسائل حب في رمضان

(الرسالة الخامسة)
أصبحنا وكلنا على ثقة أن الحرب قادمة لا محالة ؛ كنا نمني أنفسنا بالشهادة في سبيل الله ،كان الأخوة المسيحيون يصومون معنا رغم مناشدتنا لهم بالإفطار،تجلت في هذه الظروف طبيعة الشعب المصري خير أجــناد الأرض ؛ حيث للجـميع هدف واحد وهو تحرير الأرض من دنس المستعمر، كانت العزيمة قوية والكل يحمل بين جنبيه إرادة حديدية وتصميماً على النصر.
فوجئنا بالأوامر الصادرة لنا أن نقيم مباريات للكرة خلال اليوم وغدا على كأس قائد السلاح ، وسرعان ما تم تخطيط أرض المعسكر بالجير ؛ وإحضار الكور وتم تقسيم من يرغب في خــوض المباريات إلى عـــدة فــرق ، وبدأت المبــاريات من الساعة الثالثة وحتى قبــيل آذان المغرب ، كان الجميع مندهش من هــذه الأوامــر البعض فسر ذلك بأنه دليل على تأجيل قرار الحرب ؛ والبعض الآخر كــان يظن أن الحرب لن تقوم أبداً فقد سرت الإشاعات في هذه الأثناء في كل أنحاء مصر أننا لن نحارب.
كنت العب ضمن أحد الفرق المشاركة في هذه المباريات وقد سجلت عدة أهداف في مرمى الفريق المنافس مما جعل الضابط يشد على يدي ويعدني بيومين أجازة في يومي الخميس والجمعة المقبلين .
تطلعت إلى البدر في السماء وأنا متوجه إلى خيمتي لأنـام حتى موعـد نوبتي في الحراســة الليلـية على المعسكر ؛ وانتابتني قشعريرة شـعرت أن موعــد الحرب قد تحدد فتحت ذراعي أحتضن الأمل وأردد.....
ألا أيــها الصــادح المستبيـح
عنان الأمـــــاني بقلبٍ سعــيدْ
لقد عشت بالحب حب الجمالِ
وحلقت في الأفق حـرَّ القيـودْ
وما سلب الدهرُ منك الأماني
ولا عزة النفسِ مـــثل العبيد
كطيفٍ من النورِ تبدو رقيقاً
وحيداً تناجي الصباح الجديد
*****
فماذا أصابك يا ابن الجمـالِ؟
وماذا أصاب المنى والشعور
هجرت الغناء بروض الحياة
وما عدت تهوى نشيد الطيور
وودعت أحـــلام صبح جميلٍ
تهادى فأيقـظ حـــــلم الـغرير
وأغلقت عينيك تهوى الظلامَ
وترتاح للـوهم يدمي الصدور!!
*****
نأى الفجرُ عني ومـات الدليل
ونادى منــادٍ بقـــلبي العــــليل
دعْ الفجرَ والحب والأمـــنيات
فبـــعد لــــؤيٍ يحين الرحـــيل
فمــاذا يفيــد الهوى والجمال؟
ونحن على الأرضِ طيفٌ يزول
هو اليأسً نــــادى فعمَّ الظلام
ظــــــلامٌ كئيب وصمت مهول
*****
هو الصبحُ نادى على الكائنات
ومزق ستر الظـــــــلامِ الكئيب
وقـــــام الألى ينسجون الجمال
بقلبٍ ضـــــحوكٍ يدين الغروب
وحتى الذي عاش بيـن الجحورِ
طريداً من النورِ بادي الشحوب
تنسم عـــطر المنى والمـــــثال
فودع كـــهف الــدجى والنحيب
*****
فيا أيـــها القلب هــــــلا تراه؟
وتسمعُ في الروح حقاً صـداه
يـــمد إليـــــك يــــــدا للســلامِ
ويـدعوك للصفح هـذا دعـــاه
فلا اللـيلُ أدمى بزوغ الصباحِ
ولا الموتُ أسكت صوتَ الحياه
وتمضي الحياةُ برغم الجراحِ
أفيــقوا أفيقوا جموع الغـــفاه
*****
الاثنين
5 رمضان1393
الموافق 1 اكتوبر 1973


4

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق