18 أبريل 2021

رسائل حب في رمضان الرسالة الثامنة // عبد القادر الحسيني

 رسائل حب في رمضان

(الرسالة الثامنة)
اليوم الخميس الثامن من رمضـان الرابع من شهر اكتـوبر، تذكرت انتصارات المسلمين خلال شــهر رمضان وتمنيت أن نحارب في هــذا الشــهر ؛ استرجعت ذكريات النصر في بدر الكبرى و حطين وعين جالوت .
تذكرت وعد القائد لي بإعطائي إجازة يومي الخميس والجمعة ؛ وحلمت بالسفر إلى قريتي بمحافظة الشرقيــة للقاء الأهــل والأصــدقاء ، تذكرت صـديقي حسين السنجلفي الذي لم يرجع من معركة 1967 واعتبر مفقوداً ، وتذكرت صديقي الملام أول أحمد فــؤاد الشامي الذي استشهد في نفس المعركة وكانا من أقرب الأصدقاء حيث كنـــا نلعب معا في فريق القرية ، ولكن هاجسا راودني بأنني لن انزل الإجازة وبالفعل عندما ذهبت لاستلام تصريح الإجازة فوجئت بتأجيلها إلى يوم السبت الموافق 6 أكتوبر.
جلست في مكاني أمــام الجهاز الذي أعمل عليه وشــاهدت على شــاشة الجهاز شريط الذكريات يمر أمامي بسرعة منذ الخامس من يونيو 1967 وحتى اليــوم ، تذكرت الحفل الساهر الذي غنت فيه مها صبري ليلة الخامس من يونيو واستمر حتى الساعات الأولى من الصباح تذكرت استيقاظي على الضربات الجوية للعدو الصهيوني على كل مطاراتنا وتدمير كل طائرتنا وهى رابضة على الأرض ، كنت أشاهد أعمدة الدخان من منزلي بحلمية الزيتون وهى تتصاعد من قاعدة ألماظة الجوية وكنت أسمع الإنفجارات الشديدة عقب كل هجمة.
كنت أتابع الراديو واستمع إلى البيانات التي كانت تذاع كل فترة بأن قواتــنا تتوغل في إسرائيل وأننا أسقطنا مئات الطائرات للعدو الصهيوني ؛ كان صوت أحمد سعيد بإذاعة صوت العرب يبشر بقرب دخول تل أبيب واستعادة فلسطين .
و ما هي إلا أيام وعلمنا بخبر الهزيمة المروعة ومع ذلك خرج الشعب عن بكرة أبيه مستنكرا الهزيمة مطالبا الثأر.
وها نحن نعد العدة للثأر؛ الجيش على أهبة الاستعداد لاستعادة الكرامة.
ومع جيشان الشعور هتف القلب بهذه الأبيات............
بغــــــــــير إرادةٍ لا خــيرَ فيـــنا
سنـــــــــــــبقى في مهانتـنا قرونا
ودين الله يجــــــــــــــــمعنا ولكن
يظــــــــــن الكارهون بنا الظنونا
فلا قومـــــــــــــــية جمعت شتاتا
ولا عصــــــــــــبية تحمى عرينا
دعـــــــــونا من خرافات وسخف
لكم تهنا وتاه المفـــــــــــــــسدونا
غرقـــــــــنا من تفا هات الأعادي
ورمـــــنا غـــير دين الله ديــــــنا
فــــــصرنا في جبين الدهر عارا
وصــــــــــــــار الذل ديدننا سنينا
وصار الإمــــعات على الكراسي
فلا جـــــــــــدوى إذا سمعوا أنينا
ويفـــــــــــــــتى في كلام الله قوم
هم الــــــجهل المركب إذ رضينا
فإما غــــــــــائب الإحساس يهذى
وإما جــــــــــــــــاهل قد ساد فينا
رضــــــــينا بالهوان فصار أقوى
يدوس على الجـــــباه وقد شقينا
وصار الأجنــــــبي يسوس أمري
وبعض النـــــــــــاس يجعله قرينا
غريب أمـــــــــــرنا صرنا عبيدا
لغــــــــــــير الله كم نحنى الجبينا
ألا يا قـــــــــوم فالتمسوا خلاصا
فدين الله يأبى أن نــــــــــــــهونا
خبــــــــــــت أنوارنا في كل أفق
وقال الــــــــــدهر أين المسلمونا؟
وشـــــــكك في صلاح الدين قوم
وقد مــــــــــــــلأوا نوادينا طنينا
وشيــــــــــــــطان رجيم قام فيهم
يثـــير الشـــر أو يبــدى الشجونا
وصـــــــار المسلمون بكل أرض
ضــــــحايا الغدر لم يجدوا معينا
بلاد المـــــــــسلمين قد استبيحت
وقد مـــــــــــلأوا أراضينا مجونا
ثقافــــــــــــــــات بلا قيد وشرط
فأســـــــــــمع بين أضلاعي أنينا
وتشــــــــــغلهم دعايات الملاهي
تلوح كما نرى كـــــــــدرا وطينا
وإن أبدى التـــــبرم بعض قومي
بداعي الأمن فورا يســــــــجنونا
مئات المـــــــــــسلمين بلا طعام
وإن أبدوا التذمر يقــــــــــــتلونا
وأعجــــب ما يكون إذا خضعنا
وأبدينا لمن يحــــــــــــــــتل لينا
كأنا ما ســــــــــــــمعنا أو رأينا
فقد نمنا وأغمـــــــــضنا العيونا
ويهتف داخـــــــــلي نبض قوى
بحق الله لا تــــــــــخش المنونا
فعـــــــــمرك لن توفره الأماني
ورزقـــــــك مثبت في العالمينا
أيا زمــــــــــنا عجيبا لن أبالى
بما صـــــــنع الغزاة المعتدونا
أفوض للإله اليـــــــــوم أمري
فإن الله ينـــــــــــــــصرنا يقينا
كتبت وصــــيتي والخوف ولى
ولم أعبأ بقول الخــــــــــــائفينا
الخميس
8 رمضان1393
الموافق 4 اكتوبر 1973

7

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق