4 أكتوبر 2020

الجزء العشرون من خبيئة الذكريات بقلم وهيبة سكر

 

طالت كتابتي لهذه الرواية
كنت أسوف
في كتابة الجزء الاخير منها
يمس منطقة مؤلمة
في ذاكرتي
خشيت طويلا
الاقتراب منها
حد الوجل
الكتابة عن
تلك الاحداث المؤلمة المحفورة في الذاكرة والقلب ووجداني سنين العمر الطويل
ماطلت طويلا في كتابة هذا الجزء لانه هو ألم الرواية كلها وقامت عليه كل الذكريات
تلك النهاية العجيبة الغادرة لقصة عشقي
كان جمال هو كل حياتي وروحي ومازال في قلبي يشاطرني العمر الذي اوشك على النهاية
قد نقابل اناس آخرين نتصور انهم البديل
لكن عندما يحتدم الامر نصرخ من القلب لالالالالا انت لست جمال
جمال!!!!!!!
هو الاسطورة في عمري كله
لم أر من هو اجمل منه خلقة وخُلقا
كان صادقا يعشق الحق رحلا بمعني الكلمة خجولا لا يتكلم الا بما هو جميل
كان جميلا فعلا اسم على مسمى
لم يتصرف تصرف واحد كبيرا او صغيرا يجرح او يخدش الحياء
لم ينظر لي نظرة خادشة انما كانت نظراته حبا وعشقا دفينا لا يبوح به ابدا بكتمه في صدره طويلا
ليته تكلم ربما كان تغير التاريخ
تاريخه وتاريخ حياتي
دمث الخلق كان رغم العصبية الشديدة لم اسمعه مرة يلغظ لفظا خارحا فهو ابن المؤسسة العسكرية دماثة الخلق وحب الحق والوطن
عاشقا للعمل
مجدا ناجحا
وعمله أثار حقد الحاقدين حين ترك الخدمة واتجه الى العمل الاداري في الدولة وتقلد مناصبه العديدة
من مدير تفتيش مالي واداري ابهر المحافظين لجديته واهتمامه بالمدينة كانت فعلا عروس البحر حينذاك
ورئيس حي
الي رئيس حي آخر
أنا الآن استدعي ذاكرة تلك الليلة العجيبة
كان اتصالا تليفونيا طويلا طويلا
استغرقت المكالمة بيينا اربع وعشرين ساعة عجيب أليس كذلك
كانت ليلة ماطرة جدا كتلك الليالي الماطرة في شهر يناير
سنوات ابتعدنا شغلتنا الدنيا
كل في طريقها الايام والمسافات
باعدت بيننا الأيام
فجأة يطل بوجهه في الذاكرة تلح الذكرى اراه اراه الآن ولم أدر لم الحَّ عليّ هذا الخاطر العجيب ولم الآن لم الآن
ماذا تخبئ الاقدار
اردت رفم تليفونه ويرد علي
ألوَ!!
أقول آلو!
ازي حضرتك وحشتني جدا جدا
يقول وانتي كمان
عرفت انا مين؟
طبعا عرفت
ياه بجد لم تنسني طوال هذه السنسن
ولا لحظة واحدة
لم انسك لحظة واحدة في حياتي
وتكلمنا وحكينا عن كل شئ كل شئ
كيف احبني انا الفتاة الصغيرة
وأسأله فاكر ايه عني
يضحك طويلا ويقول بصراحة عيونك الخضراء الواسعة وسيقانك
ضحكت سيقاني!!
ايوه سيقانك
فاكره لما كنتي تلبسي الميني جيب كيف كان يحمر وجهي غيرة وغيظا
فاكرة لما قفلت واجهة مكتبك
لما لقيت الولاد الشباب في الادارة بيبصوا على سيقانك اتجننت وانت ولا انت هنا
كنت جميلة خجولة كنت اخشى عليك من نسمة الهوا واحرسك من بعيد
كان يعحبني حمرة الخجل حين تنظرين اليَّ
مرة قلت لك ممكن تناوليني علبة السدائر من جيب الجاكيت كانت معلقة بالمكتب
انا فاكره طبعا اني خفت اوي ااقرب من الحاكيت
كان عطر الاولد سبايس يجنني
شياكته كانت رائعة شعرة الاسود عيونه السوداء الواسعة
كل مافيك جميل ياجميل
تذكرنا في تلك الليلة الطويلة وقد اختزل العمر فيها كل العمر وكل العشق المخبوء وكل الذكريات بطول وعرض السنوات الطوال
قال كل شئ
وقلت كل شئ
واعترف بحبه
وقلت له كل شئ كل شئ حكيت له كل ماحدث طوال سنين البعاد
كان المطر شديد جدا سيول سيول وعواصف
قال فجأة عاوز اشوفك دلوقت حالا
ضحكت
قال بجد
أنا هالبس بالطو تقيل واجي بالعربية آخدك نكمل كلامنا هنا
ضحكت
قال ياجبانة خايفة مني
لا والله
انا خايفة عليك من البرد الساعة 4 الفجر دلوقت خليها بكرة ممكن
قال لالالالا دلوقت مشتاق ليكي اوي
علشان خاطري خلينا بكره
مافيش فايدة فيكي طول عمرك عنيدة لكن باحبك اوي
بحبك جدا حبيبتي لم احب سواك ولم اتزوج غيرك
وتذكرت ماقالوه لي لبيعدوني عنه
وصدقت الكلام
لا ما صدقت عمري ما شكيت فيك ولا صدقت اي شئ من كلامهم
كم احبك جمال
هبة انت حياتي وحب عمري احببت براءتك كياسمينة عذراء
هبة كم احببت عطرك عطر جلدك حين كنت تمرين بجانبي
هبة كم احببت هذا الخجل وحمرته على خدودك
هبة كم كنت اغار من س وص وكنت اكتمها في صدري
هبة كم بحثت عن اخبارك
هبة كم تمنيت لو احضنك لثانية واحدة في عمري
وابكي انا ولا انطق
ويسألني
انت بتبكي
لالالا ياحبيبتي ارجوك ما تبكي ما احتمل دموعك
ارجوك كفاية
ويهطل مطر شديد كان السماء تبكي معي او تنعينا
ونصل الى السادسة صباحا
ويقول بكره عاوزك عروسه فاهمة ويضحك
نايير ابيض او احمر لى
واعدي عليك الساعة 6 بعد الظهر بالعربية ونروح لاقرب مأذون
واضحك ويضحك
كفاية حرمان باه يالا نعوض السنسن اللي فاتت
ويغلق التليفون ويقول
تصبجي علي خير حبيبتي ارجوك خلي بالك على نفسك
حاضر حبيبي
الله هو يقول
باي حبيبتي
واهاجت الذكريات مضجعي ولم انم
ذهبت الى عملي مجهدة جدا وفي العودة اشتريت فستاني الازرق
مازال مكانه لم ارتديه
وافتح باب البيت
لسمع رنة تليفون ارد بسرعة آلو حتى لم اغلق باب الشقة
واسمع صوته ضعيفا حدا
مالك
قال تعبت جاني مغص كلوي استدعيت اخويا الدكتور اخدت مسكن هانام ولما اصحي من النوم اكلمك
قلبي انقبض قبضة رهيبة
جلست في مكاني لا اتحرك وكل الاشياء امامي مبعثرة
وظللت في مكاني على نفس الفوتيه لا اتحرك
ومرت الساعة السادسة والسابعة اكلني القلق
آلو
مين حضرتك؟
جمال
أنا هبة
مين حضرتك؟
انا هبة مالك فيه ايه
ويرد الصوت جمال تعيشي انت
كان اخوه الطبيب نفس الصوت
صرخت
لالالالالالالالالالالالا
مين حضرتك ارجوك ردي
واحطم الاشياء حولي واصرخ اصرخ
كف بصري توقف سمعي
هذيان وذهول
اهذي
اصمت
اجري على الشارع
واعود
كالمجنونة
هنا اتوقف قليلا
كي الملم افكاري والذكريات واكفكف دموعي واعود
سأعود في جزء آخر!!!
الجزء الثاني!
من النهاية المؤلمة


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق