22 أكتوبر 2020

مقدمة / الاستاذ سيد جمعة لديوان الشاعرة وهيبة سكر / فصائدي انثى /

        مفدمة 

قرأت بودلير وعرفت انه تميز من بين ماجايله ( فاليري , ولا مارتن , فيكتور هوجو ) وثورته على المألوف في ذلك الوقت وأنه بدأ القصيدة النثرية التي اطاحت به الى المحاكمة عن ديوانه ازهار الشر اول واشهر دوواينه 

وبالتأكيد تعرف ابن الرومي ذلك العاشق المتيم بمحبوبته وحيد وهذا هو اسمها ثم هل جلست بجوار الصوفية وعرفت محاولاتهم توحدهم روحا مع خالقهم 

واخيرا نحن ندرك ايضا بلا شك ثورة كل من السياب ونازك والبياتي في العراق والعقاد والمازني وشكري وآخرين سواء من مصر او تونس وغيرها من البلاد العربية الذين رفعوا راية التحديث او الخروج عن القصيدة العمودية منتهيا على سبيل  المثال الى دور احمد عبد المعطي حجازي وفاروق جويدة والكثير من المعاصرين في حمل لواء هذه الثورة حتى اعتلت القصيدة النثرية موطن الشعر وتدفقت الاجيال الجديدة المتميزة من الشعراء بعد ذلك فكانت الابداعات وهذا الألق والتميز حتى اصبحت القصيدة العمودية تئن ويتوجع انصارها قلقا من هذا الزخم والزحف الطاغي بل وبعض الشبه العابث للقصيدة النثرية وشعرائها خاصة بعد ان التحم مع ذا الفصيل الرائد الدهماء

وكل من محا أميته وأمسك قلما ورص الكلمات ونصب نفسه مع امثاله شاعرا

السطور السابقة دفعني اليها في السيرة الذاتية للشاعرة والذ اقتطع منها بعضا من الفقرات مثل :

. عرفت الحب مذ وعيت عيني عين جدتي وهيبة / سميتي / ادركت ان الحياة في هذا الحب النقي الطاهروادركت ان هناك كونا غامضا اسرني للبحث في اغواره وسحرني موض السماء وحاورني البدر وبدأت افكر في عظمة هذا الكون الواسع وماوراء الوجود منذ نعومة اظافري وهناك اسئلة تراودني عن قوة تديرني 

.قضبة الموت وغيابها ادركت فيها ايضا ان للوجود من يديره ويسير اموره استغرقتني فكرة الموت وبمرور الوقت والعمر علمت ان هناك حياة اخرى كنت فيها اكتب عني كتبت عن كل حادثاتي حتى الآن ودون أن ادري من أين تأتي هذه الكلمات 

سألتني امي القارئة المثقفة من اين لك بهذه الكلمات قلت لا ادر 

هنا بدأت امتب وكانت كتاباتي غزيرة كأني أفرغ شحنات كامنة قديمة ورحت ابحث عن الروح اين تذهب وماهي 

. بدأت قراءتي في الصوفية ربما كانت هناك اسماء تتردد من امي وجدتي ابو الحسن الشاذلي الاباصيري ابي العباس المرسبي انطبعت تلك الصور في ذهني ومازلت اذكر لما كانت جدتي وهيبة تأخذني دائما الى تلك الساحة للأباصيري وللمرسي ولياقوت العرش

وبدأت انهمر في مناجاتي للروح وتأملات وتجارب الصوفيين الأوائل

. رحلتي بدأت مع الشعر عند اول حب داعب قلبي ولم استطع الافصاح عنه او حتى تخيله واصبحت الكتابة هي متنفسي في الافصاح 

في بدايتي في الشعر لم التزم بالتفعيلة او الوزن انما اكتب واكتب وعشقت الموسيقى طفلة وادركت ان هناك موسيقى في الحرف والكلمة 

هنا بدأت اتنبه الى موسيقاي الداخلية وعشت الايام والعمر اجدف ذاتي في حروفي اختلي بها واناجيها راحة وواحة وملاذ آمن لي

درست التجويد والترتيل 

حفظت بعض اجزاء من القرآن العظيم 

ومازلت اشطح وراء الاكوان والمجرات اخاطب خالق الاكوان ويلهمني    هكذا انا الشاعرة وهيبة سكر


              كلمة أخيرة 

ربما اكون قد اسرفت بعض الشئ فيما عرضت لكني كنت استهدف من المقدمة التي قبل السيرة ثم عرض قفرات من سيرة المبدعة ذاتها وبين هذا وذاك ليس بالضرورة ان يجد القارئ ل / قصائدي انثى /تطابق او مماثلة لكن عليه ان يتلمس بعضا من السمات العامة في الخصائص مثل الرفض والثورة والتجديد من بودلير والرومانسية المفرطة من ابن الرومي والصبابة والوله من الصوفيين وفخامة وجزالة الصور التعبيرية من لغة القرآن الكريم وان يصحبها وهو يتنقل بين قصائد ديوان قصائدي انثى

ولعل عنوان الديوان ذاته من الدلالات الكامنة تفوق ما ذكرت بل ايضا تعكس روعة الاختيار من الشاعرة تقول عن نفسها 

وانا مازلت اشطح وراء الاكوان اخاطب خالق الاكوان الذي يلهمني     هكذا هو انا  الشاعرة وهيبة محمد سكر


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق