13 مارس 2021

قصة قصيرة / خيانة الامس البعيد / وهيبة سكر

 عتيقة هي الخيانة .. خيانة الأمس البعيد …

تأصلت في وجدانه …خان…
وهي الصبية ..التي لم تر غيره …في وجودها
وكان لها الفارس…يحجب بقامته عنها شعاع الشمس…احتواها طفلة زمنا طويلا…
وهي العذراء ..تعشقه ..
ولا ترى غيره…
ولا سبيل اليها الا هو …
تتابعه اينما يكون في صمت وحياء شديد
هي ابنة خالته …السمراء …البتول في خدرها.. لم يمس عقلها وقلبها انسان غيره…
اما هو ..هو الفتى..فتى الحي…يباهي بصولاته.. وجولاته.. ويفتخر…
هي لا تعلم مدى …ابعاده…
تنظر اليه في خجل شديد ووجل…
فهي الكائنة الضعيفة الهشة ..
وهناك…من ترقبه …والكل يعلم…أنها ..
تريده…
وتضع الخطط لتحاصره…
ولا تفلته من براثنها…صيادة ماهرة..
..
وهذي الصغيرة…لم تكن تعلم وحتى لو علمت ماذا تفعل..
ويتزوج طفلته…
وكان حفل كبير…جمع العائلة …العريقة…
بالإسكندرية …
وراقصها …لكن …
كانت هناك… هذه …ترقبه…وترقب العروس الصغيرة…
وتمر أيام السعادة…
والعشق من الصغيرة المتمكن منها لفارسها القديم المتأصل…في أعماقها…
هو كل الحياة…والوجود..شمسها والقمر والأنفاس ورحيق الحياة..
وهناك في الركن المظلم …حكاية ..أخرى…
تدور أحداثها في الخفاء
ورغم العشق…ثمة هناك غموض ونظرة في عينه للبعيد…
تعلم الصغيرة العاشقة…أن هناك نقصا…
لا تعلمه…
وان هناك ثمة شئ…يدور…في الخفاء..ولاتدركه…
في حضنها…يكون…مع الأخرى…
وفي ظلها…ظل أخر…
وركن من الشمس لا يشرق…
ويخون الحب..
وهذي الصغيرة…
بضعفها…
كيف تقاوم شراسة…تلك …المتجسدة في كيانه..لا تبرحه..
لاتفلته…
والعاشقة الصغيرة..لا تملك..الا الحب..والتبتل..في محرابه
ويظل النقص..والحب المبتور…
يلاحق العش …والعاشقة الصغيرة..
وعذاب الروح …وهي تعلم انه لن يكون لها يوما بكامله…بل بذاك الجزء المبتور …من كيانة..براثن أفعى ..التفت حول قلبه..من زمن..
ويظل الحب يئن…من خيانة ..الخفاء..
ومازال الشك..يغلف..العلاقة…بين العاشقة الصغيرة وحبيبها المعقود على جبينها…
منذ سرمد الزمن…
يظل ..النقص..
وفي الخيانة…لا إكتمال

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق