15 يونيو 2016

الجمال هو السر المعلن في الكون // بقلم وهيبة سكر


الجمال فن وأخلاق ، الجمال كلمة تحمل دلالات عديدة ، وتشير إلى معان متعددة وكل هذه الدلالات والمعاني تخلق الانسجام النفسي وتبلور الفتنة بالحياة وجدواها ، فالجمال فتنة وجدوى

. والجمال ينقسم إلى روحي وآخر مادي

، فالجمال الروحي حالة باطنية عميقة تعبر عن الراحة والسكينة وعن تبدد التوتر وإبصار عناصر العالم من رؤية جميلة ... فتكون النفس كالسماء الزرقاء ، وقد انقشعت عنها سحب القلق والحيرة ... فهذا الإحساس الجميل يعبر عن تطهر الإنسان من مؤثرات الحياة السلبية وتطهره من الأحقاد والشرور فصار سليم الذمة ، متحررا من العقد ، فلا يفعل إلا ما يمليه عليه ضميره ، فهو صاحب خلق جميل وقوة باطنية تتغلب على آليات عقله الباطن المهدمة .

. الجمال إذن مقدرة على مقاومة النفس التي تأمر بالقبح ، فهو يقترن بالفضيلة وعذرية المشاعر التي لم تلوثها تفاصيل الحياة المادية . وهو يؤسس لذات متماسكة تستمد خطواتها وعزمها من ثقتها بنفسها . فتلك الذات زرعت ، فصارت خصبة ومثمرة ومتزايدة العطاء . وهو يستأصل كل آلية تجرد الإنسان من الإحساس الفني . فالجمال فن لأنه يحمل الذات إلى مواطن بديعة تفتح قريحته ، فتتصور وتنفعل بعناصر الحياة الجميلة وتعبر ، فبهذه الحالة تحس النفس أن وجودها نعمة وليس نقمة ، وتؤسس لمقولة : " الجمال إحساس أو لا يكون " .... أما الجمال المادي فهو منحوت على صفحات الطبيعة وسطورها . هو يعلن عن نفسه دون مشقة أو أقنعة أو مساحيق . فهو معبر بذاته عن ذاته . والعين تبصره بوضوح ، والنفس تتوق إلى جوهره 

....
يقول لورانس : " الروح الإنسانية تشتاق إلى الجمال الحقيقي وتحتاجه أكثر من شعورها بالحاجة للخبز "

الجمال جبلة في الإنسان ما دام يمتلك عاطفة .... فقلب الإنسان منير وجميل وهو مركز الجمال ونواة النور .. يشع في النفس فتضحى مطمئنة ، ترنو إلى الرقي الروحي وتتغنى بكلمات الحب والأمل فيكبر في الأنسان حلم الآتي المشرق رغم وهموم الحياة ، إذ يستحيل هذا القلب إلى نافورة الحياة العذبة ... كيف لا وهو القلب الموسيقي الذي يعزف " أغاني الحياة " ويهز خلجات النفس عبر ايقاع الشعر ... ويتغنى بالحرية والآتي ... والعاطفة متى تجلت تجعل الإنسان يحس بمعنى الحياة ونكهة الوجود السعيد فيتذوق الحياة بقلبه ولا يجدها رتيبة أو مظلمة .

والفنان الحقيقي هو الذي يفجر إحساسه الجمالي ويرسمه بحلمه
الجمال يفتن القلب ، فيتبدد الوهم وتنجلي قوة المخيلة

القلب هو مركز الإحساس الجمالي لأنه يتكون من طاقة تقهر الألم ، ليستحيل الألم إلى أمواج تنكسر على الصخر الشامخ ، لذلك فالجمال إبداع أو لا يكون .. إن القلب الجميل يرفرف على النفس من كل الجوانب والمرايا ،

 . فلا يمسك الفنان نواة معاني الجمال الا عبر الحب .. الحب هو المتعة المعنوية الخاصة ، عن طريقه يتذوق الجمال ، وهو مركز السمو الروحي

 .
وبالقلب أيضا يعشق الإنسان الجمال الظاهري بعدما تذوق الجمال الباطني ، لأن إدراك الجمال الظاهري عبر الحواس هو تصوير لمعان القلب الجميل ، فالجمال إحساس عاطفي يتجسد عبر الأعمال الفنية والسلوك وهو يعبر عن ذوق في التعامل مع الأشياء 

... إذ يجد هذه الأشياء مبعثرة ولا تنسجم مع معاني الجمال التي يزخر بها ، فيعيد ترتيبها وتركيبها حسب مزاجه الفني وطريقته الخاصة في التعامل مع عناصر الحياة لأن الجمال ذوق يتبلور حسب صياغة صور فنية جميلة 


وتذوق الجمال يرتبط بالإطار الذي يوجد فيه الإنسان ، وهو يتكون من الأشخاص المحيطين به ، والمكان ... وقد يوجد هذا الجمال في " صخرة أو شجرة أو إنسان

" ... فالجمال في هذا الاطار موضوع ولم يتحول إلى عمل فني ، لأن الخلق الفني ضياء يلتبس بالنفس
.
يستحيل الجمال حقيقة ملموسة ، كلما تراءت في الأفق سحابة ، بعد ظمأ الحرف للروح ، وشوق الأرض للخضرة والزرع . فقد تجسد الجمال على وقع زخات المطر ، فغطى ربى الإحساس وكساه بالبهجة ، فتلاشت ستائر الصمت ، وتدفقت أجراس الشعر ترسم لوحة رائقة . فالجمال شعلة أخاذة تفتن الوجدان لأنه اكسير الحياة الذي يتدفق في الشرايين كالسيل الذي يغمر الأرض ويعدها بثوب الجمال الملون كلوحة فيسفسائية رسمتها ريشة الإبداع في الزمان الغابر . وهنا تراءت لوحة أرضية خلدت في مرآة الفن . وهكذا استحال الجمال حقيقة تشكلت عبر الحجارة الملونة .... ليبقى الجمال روحا بديعة تشد للنفس العميقة فتكسيها بتراتيب الفنون 


الجمال ضياء يشع على النفس كالشمس ، وقبل أن يتسلل إلى الأعماق تكون الروح معتمة كالدجى إذ يزحف هذا السواد على الروح فيعتمها وتصير لوحته القاتمة مرآة للألم المنهك . فمرايا الألم سوداء كالليل الدامس . وإذا امتلك الإنسان ضوءا خافتا يقاوم هذا الليل الواجم 
...
الجمال الروحي يعبر عن عذرية الأحاسيس وعن منتهى الفيض العاطفي ، وفي حالة الإحساس به يعيش الإنسان حالة النقاء والصفاء ، والنظر للأشياء من رؤية مدهشة ،


 وفي تلك اللحظات يعي أن الإحساس بالجمال لا يستطيع إدراكه دون امتلاك البصيرة 

... كما يدرك أنه يفتقد للعمق الكافي الذي يحيله إلى عوالم الجمال المثيرة ، وهي عوالم عبقرية . ورغم أن الإحساس بالجمال الحقيقي ينتاب الروح في لحظات خارقة ، إلا أن الجمال الروحي يولد من العناصر المحسوسة . فالشيء الجميل يحس به الإنسان من خلال رؤيته . والصورة في هذا الإطار قادح لتأمل الجمال الباطني رغم أنها مجرد موضوع . فللجمال الظاهري انعكاس على الأعماق ... لذلك وجب البحث عنه ... فهو عبارة عن تطابق الصورة الجميلة مع المعنى الجميل لأنها ترسخ في الأعماق وتطبع في طياته .

 وتستحيل إلى موضوع خام للتعبيرعن الجمال الباطني ، وبذلك لا تعبر الأحاسيس الجميلة الروحية عن ذاتها بل تحتاج غلى الصور الجذابة ... لكن الإحساس بالجمال يحتاج دائما إلى مقدرة ، فهو ينبلج من العمق .... وهو اعتمالات باطنية تنفذ من اللاوعي الخلاق ... وبالتدريج تكبر مقدرة استكشاف الجمال الباطني ... وعن طريق الجمال يقوم الفنان بتعرية الحقائق من الأقنعة والأوهام ... بل تتلاشى كلما انتعشت نفسه وصارت أكثر خصوبة وكلما باغتته لحظات الإلهام .....
في إحدى المناطق الجبلية شدت انتباهي ضخرة منحوتة تجسد عبقرية الفن ، فتساءلت : ترى هل فجرتها القوة الإبداعية الكامنة في الإنسان ؟ أم صاغتها الطبيعة عند وعيها الذاتي بأعماقها ؟ وفي الحال أدركت أن الطبيعة جميلة قبل أن يبدعها الإنسان ، إذ لم أجزم أن مهارة البشر قد نحتتها ، فالفن الكامن في الإنسان هو الفن الكامن في الصور الطبيعية .... والإنسان لا يطلب متعة الإحساس الجمالي إلا إذا افتقد مواطن الجمال ، في حين أن الطبيعة تهب هذا الإحساس اللذيذ دون مقدرة . وهذا يعني أن كل معاني الجمال كامنة في الطبيعة ، والطبيعة هي الأصل والبداية والرمز
 ...
وإدراك جمال الأشياء يأتي من خلال الإدراك الروحي ، وعند الشعور بالغاية التي تجسد تصور جدوى الوجود وتقصي حالات العبث 
.
إن النفس الإنسانية التي تضيئها شموع الجمال في إطار حالم ، يبعث هسيس الحياة ويضفي رونقا وبهاء ويرشها بعطر الجمال المضمخ بالعاطفة ... إن صاحب النفس المضيئة يحب الطبيعة لأنه يقرأ فيها المعاني والأوزان والحركة والشعر والموسيقى والرسم والرقص والنحت .

 فالبحار والرياح كائنات تصدر موسيقى وتطرب بالموسيقى ... هذه الكائنات ترقص على ايقاع ألحانها ، وتلك هي صور الحياة التي يعيها الإنسان من خلال العيش بطريقة فنية جميلة . فالإنسان الذي لا يمتلك موسيقى في باطنه روحه معتمة كالليل كما ذكر شكسبير ، ويقدر على ايذاء نفسه وايذاء غيره ... والإنسان لا يكتشف معاني الجمال إلا من خلال الإبحار في أعماق الأشياء المحيطة به ... فهي منبع الإلهام ..


نحن نشعر ثم نرسم بالفن ، ثم نزرع أمانينا في البحر لنكتشف الغموض والامتداد ونعيش حالة ذهول عميقة ... قد نكون فراشات تحلق أو كالنحل تنهل من شذى الزهور كي تتلاقح الكائنات ... فأيهما غاية الحياة ؟ خلق الشهد أم تلاقح الكائنات ... إن الجمال كينونة كامنة تنبعث من خلال العزف على أوتار الامتزاج والانصهار ... فهناك بهجة خاصة 

في حالة الإحساس الجمالي يكون الإنسان منشرحا إذ يحس بطعم لذيذ للحياة ... فالحياة الخالية من هذا الإحساس الجميل كريهة .... ولا طعم لها ... الإحساس الجمالي غامض ، يحس به الإنسان وقد يرسم ملامحه عبر تجربة فنية جمالية عميقة ... يحس به ، ويتمثل له ، يرعى المخيلة ، ويحيل إليها الكثير من الايحاءات ... فتصير الحياة كالحلم في لحظات الإحساس الجمالي ... تذوب القيود وتنمحي المسافات ، فتحس الذات بالعظمة وكأنها امتلكت العالم واحتضنته ...
.
كل إنسان فنان بالفطرة ولكن القادح الوحيد لتجلي الأعماق هو الحب ، فمن غير عاطفة لا يمكن تذوق الحياة ولا يمكن أن تختار الألوان كالوردي والأخضر والأبيض والأزرق .... بعيدا عن لون الأسود ، لون الحقد ، الكراهية ، التوترات ، القسوة وضغط الأعصاب ... هكذا يرى الإنسان نفسه رائعا ، هادئا ومحبا للحياة والآتي المشرق . لذلك في حالة الشعور بالكآبة ، ينصح أطباء النفس المريض بالراحة في مكان طبيعي كالجبل أو الضيعة ... إن تلك الأماكن الجميلة تشعره بالصفاء والنقاء النفسي وتخلصه من الضغوط ، وتعيد إليه صور الحياة العذراء ، الجميلة ، المتطهرة من كل دنس . تلك هي طبيعة الإحساس الجمالي . فهي تشعرنا أن الحياة موسيقى وحركات عميقة ... ورسم إنها العودة بالروح إلى طبيعتها الكامنة ... إنها صور جميلة ، تنير درب الإنسان ....
يقول الشابي : " إن سحر الحياة خالد لا يزول " فالجمال بمثابة السمفونية ، تتسلل إلى باطن الإنسان ، فتحيي ملكة ذوقه ، وتفتح قريحته على سحر الشذى وطراوة الندى . إنها تمتلك لب الإنسان ، تستحوذ على مشاعره ، فتفتق أحلامه الكامنة ، وتنعشه برغبة البقاء من خلال رغبته في تسلق دروب الجمال . وهنا تكمن جمالية الحياة . وهنا تكمن جمالية الحياة لأن قادح الإرادة يتأتى من خلال الإحساس المرهف والشعور المسيطر ، وذلك لتحسس كل مناطق الجمال في أعماقه ..
...
الصدق الباطني غالبا ما يحركه دافع عاطفي إذ يكون الإنسان صادقا مع مشاعره وأحاسيسه ، ذلك التفاعل العاطفي ، قادح لبعث الإحساس الجميل في أعماق الإنسان ، إذ يتحرك فيه ذلك الحب بمعناه الراقي ... إنه ذلك الحب الواسع الذي تنصهر فيه ذرات الوجود في كيان الإنسان ... العاطفة الإنسانية بهذا المعنى لا ينعشها غير رؤية الجمال المحسوس لأنه يؤدي للجمال الروحي دون أن يكون هذا الجمال الباطني صورة فوتغرافية مطابقة له ...

الإنسان الذي يشعر بالجمال الروحي يكون مفتونا بالذات الكامنة فيه . فهو يعشقها ، يشكو لها همومه ، فتواسيه ، وتمده ببلسم الشفاء ، فيكتب بلغته الفنية صور العالم الجميل والمستقاة من جمال الكون وجمال الطبيعة ، فيتحسس منابع العطاء ويلتحم عمقه بالجمال المادي . فيشعر برغبة في زيارة الأماكن الزرقاء ( البحر ) والخضراء ( الطبيعة ) . فالجمال طبيعة زاهية بجبالها وهضابها وسهولها ... العشب الأخضر والأشجار اليافعة ... بكل الألوان المشعة في الحقول ....فحين ينظر الإنسان لهذه المشاهد يحس انه ترك عبئا ثقيلا وراءه ، ويتمنى في قرارة نفسه أن ينصهر في عناصر الجمال ليحلم ويتخيل إلى الأبد . الجمال الطبيعي يهدأ النفس وينتشل الإنسان من فوضاه ويدخل البهجة على النفس .
...
" إني أحس بسعادة حقيقية عندما أتنزه في الحقول غذ أحس بنشوة وأنا أرمق المناظر الطبيعية الخلابة التي رسمتها ريشة عبقرية . أنعتق في تلك اللحظات من كل شيء .. أنظر إلى الماء الجاري الذي انعكست عليه أشعة الشمس فينساب لماعا في منظر يخطف الألباب من مواقعها ... وأنظر للأراضي الممتدة والروابي المتراكمة . وقد تمايلت عليها الأشجار التي حركها الهواء اللطيف ... لا أدري كيف ينتابني الإحساس بالجمال ساعتها . فأتساءل : هل لأنني أميل للأصل والبداية والبساطة ؟ أم لأن الطبيعة تغري بومضات جمالها ؟ ألهذا الحد أجد صور الجمال التي لم أجدها لدى البشر ؟ فالإحساس ينبثق من أعماق الشيء لا من ظاهره . وجمال الطبيعة ينبثق من طبيعتها الجميلة .... إن الإحساس بالجمال ينبعث من صميم الأعماق المنشرحة ........الإحساس الجمالي حسب رأيي ينبثق من المشاهدة ، ولا يولد لدى مشاهدة ، فلولا الصور الحياتية الجميلة ، لما تفتحت قريحة الإنسان ، ولما ولج أعماقه ليشعر بذلك الإحساس الجميل ، أما أن يولد ذلك الإحساس دون تشبع الذات وانفعالها بالصور الجميلة . فلا يمكن وصفه بالإحساس الجمالي ... الإنسان الذي يفصل الإحساس الباطني عن الجمال الظاهري ... يرى الأشياء وأصداء صورها ... وهو إنسان حالم يحاول تحقيق الصفاء الوجداني دون أن يؤمن بوجوده الحقيقي ... إنه يريد الإحساس بالجمال دون أن يكتب حروفه . لذلك فإن سيكولوجية الفنان تقر أنه الأكثر تشربا بمنابع الجمال إذ يستحوذ عليه بصوره الكثيفة ، فينبثق إحساسه عبر التعمق في أغوار الأشياء الظاهرة والمثيرة وذلك بكسر العمق النفسي عبر قدرة خلاقة وحركة مبدعة ..
أما الشخص الحالم فهو يعزل الجمال الظاهري عن نفسه ويصبح الجمال متجسدا في الصور المتعالية ، فيتخيل مناطقا جميلة في أعماقه دون أن يتفاعل مع العناصر الجمالية المحسوسة ويصور عالما باطنيا حقيقيا دون أن يشعر أن أعماقه حقيقية . فهو كمن يعيش نشوة صوفية ، ينصهر فيها الزمن ، فيتعمق في جوهر وجوده ، وكأنه بصدد رسم معالم ذاته بألوان خريفية ... تعبر عن فناء العمر حين يحس الإنسان أنه بصدد توديع جسده . مثل ذلك الإنسان الحالم كموسى العسكري في رواية "اليوم الأخير" لمخائيل نعيمة إذ أحس في الساعة الخامسة بنشوة تحاكي هذا الإحساس فتوغل في عالم الخيال الرحب لكنه بقي أسير الظلام والشجونالتي لم تودعه بعد 

...
ولو جال الإنسان بنظره إلى الصور الرائعة المتجسدة في الكون ، لما اكتشف طيات عمقه ... وهذا يعني أن كل شيء وهب لنا ليعيد لنا اعتبارنا أمام ذواتنا وليعيد تنسيق النفس بعناصر جذابة . فلولا البحر لما اكتشف الانسان في طياته طبيعة الحركة التي تخرق الجمود وتدعوه للإبحار في أعماق الذات ، فيستمد شجاعته وجرأته ليقتحم البحر رغم أنه يعلم أن عاقبته ليست مأتمنة الجانب . ولولا السهل الأخضر لما حفز لنيل ثمار وجوده ، ولما استشعر ندى خصوبة حياته وقيمة عطائه .. فالجمال "قراءة السر العلني في الكون " 


 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق