21 أكتوبر 2014

قصيدة سبحان من كون السماء // محي الدين إبن عربي

سبحانَ من كوَّن السماءَوالأرضَ والماءَ والهواءَ
وكونّ النارَ أسطقسّاًفاكتملتْ أربعاً وفاءَ
صعدَ ماشاءَهُ بخاراًوحلل المعصِراتِ ماء
ولم يكن ذاك عن هواهالكنه كان حينَ شاءَ
وإنما قلتُ حينَ شاءَمن أجل مَن شرَّع الثناء
مع القبولِ الذي لديهافميّزَ الداءَ والدواء
منازلُ الممكناتِ ليستْفي كلِّ ما تقتضي سواءَ
فالأمرُ دورٌ لذاكَ كانتْفي الشكل كالأكرة ابتداء
تحرّكتْ للكمال شوقاًتطلبْ في ذلك اعتلاء
والأمر لا يقتضيه هذابل يقتضي أمرُها انتماءَ
لولا وجودُ الذي تراهُما أوجد الصبحَ والمساء
والحكم بي ما استقلَّ حتىأوجدَ في عينِها ذكاءَ
من ضدّه كان كل ضدٍّفلم يكن ذلك اعتداء
أضحكني بسطهُ ولمَّاأضحكني قبضهُ تناءَى
من كونه مانعاً بخلناوالمعطي أعطى لنا السخاءَ
فلو علمتَ الذي علمناكلَّهُ عطاءَ
صيرني للذي تراهُعلى عيونِ النهى غطاءَ
مِنْ خيرٍ أو ضدَّه جزاءض
وهو صحيحٌ بكل وجهٍأثبتهُ الشارعُ ابتلاءَ
فقالَ هذا بذا ففكرْإذ تسمعُ القولَ والنداءَ
والجودُ ما زال مستمرّاًأودعه الأرضَ والسماء
قد جعلَ الله ما تراهمنها ومنْ أرضِها ابتناءَ
فقال إنِّي جعلتَ أرضيفراشها والسما بناء
فالأمرُ أنثى تمدُّ أنثىلكنهُ رجحَ الخفاءض
من غيرة ٍ كان ما تراهمما به خاطب النساء
فذكر البعلَ وهو أنثىوعند ذاك استوى استواءَ
من يعرفِ السر فيه يعثرعلى الذي قلته ابتداء



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق