26 أكتوبر 2014

إنما الأعمال بالنيات // وهيبة سكر

من المعلوم وحسب نظرية الكم فأن كل شيء في الوجود له طاقة ..كل شيء..!! .. البكتيريا، ذرات الرمل الصغيرة، البشر، الشجر، الكواكب، النجوم..كل شيء في الأساس عبارة عن طاقة، وهذا يعني بأن كل هذه الأشياء المادية التي نعرفها في حياتنا، يوازيها نظير مكافئ لها، ينتمي إلى العالم اللامادي، أي العالم الذي يقع خارج نطاق حواسنا الخمس، أي أنه يقع خارج نطاق مفاهيمنا وتصوراتنا الذهنية. هذا العالم الموازي والمكافئ لحياتنا التي ندركها ونحسها، يطلق عليه بعالم الماتركس( Matrix )،


ولكن، وعلى الرغم من إننا لا نكاد نشعر بوجوده بالمرة ، إلا أن 95 إلى   98بالمائة من أفعالنا وردود أفعالنا، والأحداث التي نواجهها في حياتنا اليومية، من فرح ،أو سعادة، أو أسى، أو عذاب، أو خوف،   يتم حياكة خيوطها في هذا العالم. عزيزي القاريء يجب أن تدرك، وتعي ذلك جيدا : من أن  في هذا العالم (عالم الماتركس) يتم كتابة سيناريو حياتك خطوة  بخطوة.

 في مثل هكذا حالة: ربما ثمة أشياء كثيرة تجول في خاطرك، وثمة أسئلة موضوعية تطرح  نفسها بقوة: من الذي يحوك خيوط هذه المؤامرات ضدي، ويسبب لي الشعور بالأسى والعذاب؟  من الذي يكتب سيناريوهات الفرح والبهجة في حياتي ويجلب لي هذا الشعور بالسعادة والمرح؟ وهل يتم ذلك في الخفاء ومن دون علم مني؟  هناك جواب واحد لهذه الأسئلة هو أن: ..لا أحد يفعل ذلك سواك .. وربما تتسائل الأن أيضا    كيف يكون ذلك ؟؟ والجواب هو : يجب أن تعلم من أنك في كل مرة تغادر فيها إلى الماضي ، كي تجتر أسى جرح قديم ، أو تغادر فيها إلى المستقبل،  كي تتدفأ وتنعم بحلم أو أمنية، وتنسى أن تعيش هذه اللحظة التي هي الآن ،  أنما أنت تغادر إلى عالم الماتركس.. ولكن وللأسف فأنك تغادر من دون "نية مسبقة!!"

،من دون وعي، من دون قرار مسبق، من دون تخطيط . وبالتالي فأنك تدخل هذا العالم وتبدأ كتابة خطوات حياتك القادمة وأنت مفعم بأسى وشجون تجاربك السابقة،  تكتب خطوات حياتك تحت وطأة لهاثك الدنيوي، حيث قلبك وعقلك مفعمان بالغيرة، والمنافسة، والمقارنة. والنتيجة فأنك تظل تدور بنفس الحلقة المفرغة.      

 
  
                         
                                           العوامل الأساسية في بلورة النية:

    إي هدف تريد تحقيقه ، يبدأ بفكرة خلاقة تفرض نفسها على مخيلتك ، و ينتج عن ذلك رغبة قوية ، والتي تمدك بالدافعية لتحقيق ذلك الهدف ، بهذا يكون قد اكتمل جزء من معالم النية ، والذي عادة يكون على شكل رسالة أو سيناريو، وبقي الجزء الأهم ، وهو إيصال هذه الرسالة ، إلى عالم الماتركس، مع الاحتفاظ  بأعلى درجات الوعي والانتباه، مع الأخذ بنظر الاعتبار بأن ما تريد تحقيقه لا يتعارض مع قوانين الكون الأخرى . حالة الوعي، تعني أن تعيش هذه أللحظة( فهي مقدسة،) وأن تغلق أبواب الماضي والمستقبل .فأن رسالتك قد وصلت إلى الكون، وهو سوف يجلب لك ما تريد، وأن إي حالة ترقب، أو أي حالة انتظار تعني بأنك لا تثق به .
                                    ..هل أدركت الآن.. قدسية اللحظة التي تعيشها !!!
                                                   بسم الله الرحمن الرحيم
                                             وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق