19 أكتوبر 2014

طاقة الطبيعة الشفائية // وهيبة سكر

الغابة هي الطاقة الحيوية النابضة المتكاملة في أوجها لأنها منطقة برية فطرية مازالت تحمل الذبذبة الحية الأصلية
دون تحريف أو تزوير هذا ما أكدت عليه اختصاصية التغذية زهوات منلا في المحاضرة التي ألقتها تحت عنوان : « طاقة الغابة الشفائية » وذلك في مؤتمر التنمية المستدامة في الساحل السوري الذي انعقد مؤخراً بجامعة تشرين 00 ولما لهذه المحاضرة من أهمية تذكر بالعودة إلى الطبيعة للاستفادة من طاقاتها شريطة احترامها وتفهم قانونها 00 نلخص فيمايلي الأفكار الرئيسية التي تمحورت حولها :‏‏
الغابة :‏‏
منطقة برية فطرية تحمل ذبذبة حية أصلية في حين أن الأراضي الزراعية أصبحت مسمدة مرشوشة بالمبيدات الحشرية والهرمونية ولذلك نجد أن الزهرة أو العشبة البرية تفوق قرينتها الزراعية بعشرات المرات , لأنها نتاج مياه الأمطار ذات الاس الهيدروجيني العالي متحدة مع تربة عضوية كاملة العناصر 00 إذا هذا النبات البري شرب مياه المطر المشبع بفوتونات الشمس وألوان الطيف التي تفتح مقاماتنا السبعة ويحرك مساراتنا المرتبطة كل منها مع عضو معين ويعد اللون الأخضر للغابة الرابع في سلسلة ألوان الطيف السبعة , ما يعني انه لون التوازن فهناك ثلاثة ألوان باردة فوقه وثلاثة ألوان حاره بعده , بالإضافة إلى أنه يفتح المقام الرابع في سلسلة المقامات السبعة إلا وهو مقام القلب , لذلك نشعر بالارتياح العميق عندما نكون في جوف الغابة محاطين باللون الأخضر 0‏‏
الغابة تفتح مسارات الطاقة للإنسان :‏‏
إذ أنها تحرك الحواس الخمس ومراكز الاتصال لدينا 00 وإذا ما قارنا العلاجات الحديثة التي تعتمد على استخدام الألوان و الاصوات أو الرائحة أو اللمس والتذوق وبين تأثير الغابة على حواس الانسان الخمسة نجد أن الغابة لها مفعول علاجي اهم واعظم من جميع تلك العلاجات الحديثة 0‏‏
فالفضاء الازرق الواسع الامتداد والغابة الخضراء الرائعة والأزهار الملونة الأخاذة تغسل النفس البشرية وتجعلها متوازنة سعيدة عبر امتداد البصر إلى الافق البعيد 00 كما تعالج الوان الطيف في الطبيعة النفس الداخلية وتفتح مسار الرؤية الذي يتصل مع الكون 00 كما أن الاستماع إلى اصوات الطبيعة علاج لكل حالات التوتر والقلق والانزعاج فهمس الغابة المتواتر المتداعي من حفيف الاوراق وصوت الهواء المتغلغل بين الاغصان وصوت الحشرات الصغيرة وكذلك تغريد الطيور تشكل بمجملها سيمفونية موسيقية مهدئة للأعصاب المتعبة تفتح المسار الثاني للإنسان « مسار السمع » 00 وعندما ندخل الغابة نشم الهواء النقي المشبع بالأوكسجين والمفعم بروائح الازهار والأعشاب العطرية التي تمشي مع أعصابنا وتفتح مسار الشم لدينا وفي هذا الخصوص فلقد احدثت مدارس في العالم لممارسة التنفس التحولي الذي يعالج جميع الامراض ويقوي الذاكرة ويساعد على التخلص من التوتر والقلق ولذلك يجب أن نتعلم كيف نتنفس ملء رئاتنا والمكان الامثل للاستفادة من هذه التقنية هو الغابة حيث الاوكسجين النقي والوفير 00‏‏
وإذا ما تحرينا المسار الرابع لدينا الا وهو اللمس نجد انفسنا نلامس اشياء ميتة طوال الوقت اشياء مصنعة من ملابس واثاث ونوافذ وابواب فاصبح هذا المسار ضعيفا ميتا مع مرور الزمن تنقصه الطاقة الكونية 00 ولهذا فإننا بأشد الحاجة إلى شحن أجسادنا بالطاقة الكونية بالعودة إلى الطبيعة والتنزه في الغابة لجمع الازهار وملامسة الأعشاب وافتراش الارض الندية والمشي حفاة على الأعشاب من اجل فتح مسار اللمس لدينا بالاستعانة بمخلوقات حية بدلا من المصنعات البشرية 00 وغالبا مانعود من الرحلات إلى الغابة بتذكار حي من ازهار وأعشاب وثمار لطهوها والتمتع بطعام طبيعي صحي يشفي الجسد والروح فكلما اكلنا طعامنا حيا نصبح أحياء اكثر وبذلك تفتح الغابة المسار الخامس لدينا وهو التذوق الطبيعي للطعام الحي 00‏‏
المعالجة بلحاء الأشجار و الأعشاب و الأزهار :‏‏
الغابة صيدلية كبيرة فيها دواء وشفاء لكثير من الأمراض وطالما اعتمد عليها اطباؤنا القدماء مثل ابقراط والرازي وابن سينا وغيرهم في معالجة بعض الأمراض لما فيها من قيمة شفائية هائلة مثل لحاء البلوط المضاد للنزفين الداخلي والخارجي ولحاء الصفصاف المضاد للألم والوزمات والالماسية التي تساعد على طرح الرمال وزهرة الربيع التي تساعد في علاج أمراض التحسس والاقحوان في تهدئة اوجاع الرأس والشقيقة وغيرها00مع التنويه بعدم تناول اي عشبة دون استشارة مرجع متخصص لان الاعشاب شأنها شأن الادوية يفترض عدم تناولها إلا تحت إشراف طبي متخصص 00 كما انها لاتعطى للحوامل والاطفال ..‏‏
الغابة تعيد توازن البيئة :‏‏
فالغابة طاقة تبريدية للمنطقة التي توجد فيها فلقد لاحظ العلماء أن المناطق التي لاتوجد فيها غابات ترتفع درجة حرارتها 00 ولذلك اتجهت بعض الدول الصناعية الكبرى مثل اليابان إلى زراعة الأشجار والحدائق داخل مؤسساتها وشركاتها 00 كما أن وجود الغابة يعني وجود عالم حي كامل من حيوانات وحشرات 00 فالحشرة المفيدة تقتل الحشرة الضارة التي تفتك بالنبات والاشجار 00 وهذا ما يفسر لجوء العديد من الدول لاطلاق برنامج العدو الحيوي والاستغناء عن المبيدات الحشرية الضارة بالمزروعات والانسان 00‏‏
طاقة الغابة عبر الفصول‏‏
طاقة الربيع الشفائية :‏‏
في الربيع تكون طاقة النمو والتجدد في اوجها , وبالتالي تكون الطاقة الشفائية هائلة واذا ما تذكرنا دعوة أبقراط لاندماج كل مريض مع الطبيعة من حوله , فالدعوة مفتوحة لخروج الجميع إلى الغابات في فصل الربيع ما يسهم في التجديدين النفسي والجسدي وبالتالي مضاعفة القدرة الشفائية 000 ومن الجيد الاكثار من طعام الربيع واعشابه المطهرة لغسل ا جسادنا من السموم 00‏‏
ففي الربيع تعج الغابة بالحياة والحركة بعد سكون الشتاء وهروب الحيوانات أو دخولها أوكارها وفي هذا الفصل تخرج الدببة من مخابئها لتلتهم الثوم البري - الذي سمي بثوم الدببة - من اجل تجديد طاقاتها التي نفدت وعندما حلل العلماء الثوم وجدوا انه يحوي الكثير من المضادات الطبيعية للالتهابات والمحركة للغدد والخلايا وكذلك الامر نجد الفوائد في كثير من النباتات البرية مثل البصل البري ( البراصيا ) المفيدة لمرض السكري والكلى فهي تساعد جهاز الاطراح على الحيوية والحركة للتخلص من فائض السموم وهناك الهندباء البرية ترياق يبيد سموم الجسد ويقوي جهاز الهضم ويعدل حموضة الدم والغدة 00‏‏
طاقة الصيف التبريدية :‏‏
فهواء الغابة صيفاً بارد رطب. يمر بين الاوراق وجذوع الاشجار ونتيجة لانفتاح الغابة على الجهات الاربع يصبح الهواء دائماً غير منقطع 00 وفي الصيف تنضج الفاكهة والخضار وتتحول إلى الطعم الحلو الممتلىء بالمياه فتعطينا طاقة تبريدية في فصل الحرارة والجفاف 0‏‏
طاقة الخريف الجذرية :‏‏
نتيجة للبرودة الخفيفة والرطوبة العالية تختزن النباتات طاقاتها في الجذور فتصبح طاقة النبات جذرية تحسبا من البرد القادم, لذلك نأكل النباتات الجذرية في الخريف والشتاء كالجزر واللفت والكرنب والشوندر والملفوف والقرانبيط 00 ;كما نستفيد من جذور بعض النباتات الشفائية في هذا الفصل كجذور الطرخشقون الذي يساعد في عمليات الهضم وأمراض الكبد (فهو يزيد من افراز الصفراء)0‏‏
وختمت السيدة زهوات منلا اختصاصية التغذية محاضرتها بالقول: أن الغابات هي المصدر الشفاء الأول للنفس والجسد ولذلك فنحن مدعوون للعيش دورة الطبيعة بفصولها الأربعة والاستفادة من طاقة الطبيعة مقابل احترام قانون الكون وان نحافظ على غاباتنا من التعدي الجائر, ولاسيما أولئك العشابين الذين استنزفوا خيرات الغابة عند نزعهم الأعشاب البرية من جذورها ما يؤدي إلى انقراضها ولننظر إلى الحيوانات في الغابة التي تأكل الأعشاب دون أن تنزع جذورها لكي تمدها دوما بالغذاء وتحول دون انقراضها 00 ولنتعلم قانون الغابة ونحافظ على غاباتنا من التلوث ببقايا الاطعمة والمهملات ولندرب اولادنا على احترام الطبيعة فلا نشعل النار فيها التي من شأنها أن تأكل مساحات واسعة من كنزنا الحي 00‏‏
 



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق