24 فبراير 2016

أنا في مخاض ثاني // بقلم وهيبة سكر

أولد من نفسي 

أخرى تولد مني وفي مخاضي الثاني عقلي 

يعذبني ونفسي تجلدني 

مخاضي الثاني مما أعاني 

من ظلم وجهل ومن أفكار رجعية 

مخاضي الثاني مني 

لأكون أنا - لأكون أخرى

ومعاناتي في طلق ولادتي مريرة فولادتي من عقلي 

معذبة في مخاضي بلا طبيبي 

فطبيبي ليس معي 

فمتى أولد مني ؟ 

ولأتخلص مني لاخرج الى الحياة من ذاتي 

نقية بيضاء طازجة 


لاحرف واحد في صفحتي 

وأتركني وليدة جاهلة لاتعرف شيئا 

فالجهل ارحم لي مني 

واتركني ورائي 

لاتعنيني جنة ولانار 


وانسى في ولادتي اسمي القديم ورسمي واهلي ووطني وحبي 

والى أرض جديدة طاهرة بكر نظيفة لي وحدي 


اليها أرحل وأقيم 

اتأمل فيها السماوات الطاهرات والنجوم 

واداعب سحاباتي وماء السماء 

لهم وحدهم اغني 

وبلا ذكرى عني اتركني 


فلا احد بعدي يذكرني 

جئت في الجهل مجهولة 

وارحل مجهولة عني 

ليتني ذهبت في مشهد كربلاء كانت الدماء فيها تغني 

وفي ارضي الجديدة تمطر السحابات بسخاء وتغدق 

في موسيقى المطر الثري 

وموسيقى اسمعها جديدة تؤلف لي وحدي اسمعها وحدي 

تملأ أذني ووجداني وعقلي وقلبي 

امرح كما أهوى وأناجي أطيافا كما أبغي 

بلا ألم ولا عنت ولا ظلم ولا كلل 

أنا أولد من عقلي ومن وجداني ومن روحي ومن قلبي الذبيح على مذبح 

ظلم  البشر 

ذبحوا الاجساد ومروا عليها وعبروها 

بدم بارد ذبحوها 

وملأت الدماء الاركان والعيون 

ولا مبالي ولامجيب للصرخات والدعوات 

متي أولد مني ومن ذاتي ومن آلامي ؟ 


بشر ليسوا بشر


يقتلون يذبحون ويتفرجون ثم يعودون الى ديارهم 


يضحكون ينامون يتناكحون يتناسلون ويتندرون 

فمتى يا الله أولد من نفسي ومن ذاتي 

وأعود فاقدة الذكريات والاسم 

وكل الظلم والقهر في الكون 


متي أولد مني ؟؟ 

// بقلم وهيبة سكر //

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق