في ملجأ لليتيمات عملت ...... ذهلت كان عمري السادسة عشر من عمري ....ذهلت وانا ارى فتيات سجينات
سجن بلا ابواب ....السجن داخل قلوبهن ....لامكان اخر يلجأن اليه ....لافرار اذن من هذا السجن ...وماذا بعد الفرار الى اين
يذهبن ...اتذكر اسماء مرت بي في هذا المكان ....اتذكر تلك الفتاة حين نادتني ...ماما ...تعحبت
فهي اكبر مني سنا وسألتها لماذا تنادينني - ماما - قالت لم انادي احداً قبل ذلك بهذا الاسم .... لم يكن لي ابداً ام او أب ...... من الشارع اتيت لااعرف الا هذا المكان
عم شحاتة الموظف العحوز يذكرني وجهه ب غاندي موظف بتلك الجمعية الخيرية التي تتضمن ملجأ ايتام للبنات وآخر للبنين .........
غمراوي هذا العجوز المتصابي كانت عيناه تشعرني بالغثيان تخطي الستين وقالوا تزوج حديثا بفتاة في عمر العشرين
ولمحت انكساره فالعروس الصغيرة كسرت ما تبقي فيه من حياة بات ساهما يكلم نفسه دائما
رفعت هذا المحه ينظر الي نظرة لم اعرف وقتها معناها ولم احاول الالتفات وراءي ولكني كنت اشعر بمتابعته لي
لكنه كان في غاية الادب يكبرني ربما ب 25 عاما المح بعضا من ملامحه في ذاكرتي حين اتذكره الان
اما - نزهة - اسمها نزهة لكنها اسمت نفسها - سوسن - كان سوسن متسقا مع شخصيتها غامضة جدا عيونها بها تعبير غامض
بدات افهم من هي بعد سنوات من عمري انها فتاة ككل الفتيات الطامحات الي الارتباط بمن ينتشلها من الفقر
ولا انسى ابدا عم عليان عامل البوفيه عجوز جدا يذكرني بالمومياوات المصرية القديمة في المتاحف
اتذكر - جمال - بدني يقشعر عندما اتذكره ذات ايوم اعطاني ظرف اصفر كبير وفتحت وفوجئت بانها رسالة طويلة جدا
كلمات حب وغرام وانا في هذه السن لم اكن اعرف مامعني الحب تعحبت ما معني هذه الكلمات
وبدون ان اكمل القراءة مزقت تلك الورقات الزرقاء ومافيها ووضعت الاوراق الممزقة في الظرف
وذهبت الي مكتبة لاضع امامه الظرف وما يحتويه وبعد ساعات وجدته امامي وجهه شاحب اصفر
يكاد يقتلني بنظرات الغيظ ويلقي بورقة علي مكتبي وقرات مافيها فاذا هي سباب وشتائم ضحكت بصوت عالي جدا لاادري لم
والى ملجأ اليتيمات اعود الى تلك الفتيات اسمع قصص كل واحدة منهن خاصة تلك اللقيطة
واتت الى زهرة تلك اللقيطة لتحكي الي قصتها الغريبة - كانت هناك فترتان للعمل
في الوقت مابين الفترتين كنت اذهب الى الملجأ فتلتف حولي البنات كل منهن يحاولن ان يفعلن اي شئ لارضائ
كلهن طيبات مكسورات الخاطر يستسلمن للمصير المكتوب بعضهن يتيمات الاب او الام لكن حزن اللقيطات باد في العيون
الم في العيون ودموع محبوسة للاسف المجتمع لايرحم هؤلاء من لم يكن لهن ذنب في هذا المصير
بعضهن اسعدهن الحظ بالزواج من زملاء لهم من ملجأ ايتام الذكور وسعدن جدا في حياتهن واخريات تزوجن من اناس عاديين
من خارج هذا المجال بعض الشباب كان يفضل الزواج من احداهن اما للرغبة في ارضاء الله او لانه يعلم بانكسارهن والرغبة منهن في الحياة
بعيدا عن هذا السجن والرضا والسعادة في كنف من يطعمها ويأويها ويضمن لها الامان وهذه الجمعية الخيرية كانت تتابعن كاهلهن تماما
واعود الى - زهرة - تلك الحزينة دوما قالت انها فتحت عيناها طفلة في مركز لرعاية الاطفال الصغار لاتعرف كيف اتت
وتتذكر الان ان هناك عيونا لا تنساها كانت تأت كل اسبوع لتحضنها وتبكي ودموعها تغطي وجه الصغيرة قالت انها لم تنس
رائحتها حتي الان وتتذكر لمستها وحنانها وتحن الى احتواءها لها
وتكبر وتأتي السن التي يجب ان تلحق بملجأ الفتيات من مدينة (........ ) الي هذا الملجأ في ( ...... ) وتنقطع تلك الصلة
بينها وبين هذه السيدة التي مازالت تتذكرها ورائحتها محفورة في قلبها
وتساؤلات في اعماقها من تكون؟ ولم هذا الشعور تجاهها ؟ اهي خيالات ؟ أم انها ......؟
ومازالت تلك الفتاة تتساءل وتتساءل من ...... هذه ؟ اللاصقة بخيالها ....... أتكون هي الأم .....؟؟؟
بقلم وهيبة سكر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق