28 يناير 2016

الجـــــــــــــــــــــــــــــــــزء العشرون والأخيـــــــــــــــــــــــــــــر من روايتي // خبيئة الذكريات ( بارت 1 من النهاية )

طالت كتابتي لهذه الرواية
كنت اماطل نفسي

في كتابة الجزء الاخير منها
يمس منطقة مؤلمة
في ذاكرتي
خشيت طويلا
الاقتراب منها
كنت ااوجل

الكتابة عنها
تلك الاحداثث المؤلمة المحفورة في الذاكرة والقلب ووجداني سنين العمر الطويل

سوفت طويلا في كتابة هذا الجزء لانه هو الم الرواية كلها وقامت عليه كل الذكريات

تلك النهاية  العجيبة الغادرة لقصة عشقي

كان جمال هو كل حياتي وروحي ومازال في قلبي يشاطرني العمر الذي اوشك على النهاية
قد نقابل اناس آخرين نتصور انهم البديل

لكن عندما يحتدم الامر نصرخ من القلب  لالالالالا   انت لست جمال
جمال

هو الاسطورة في عمري كله

لم أر من هو اجمل منه خلقة وخُلقا

كان صادقا يعشق الحق رحلا بمعني الكلمة خجولا لا يتكلم  الا بما هو جميل

كان جميلا فعلا اسم على مسمى
لم يتصرف تصرف واحد كبيرا او صغيرا يجرح او يخدش الحياء

لم ينظر لي نظرة خادشة  انما كانت نظراته حبا وعشقا دفينا لا يبوح به ابدا بكتمه في صدره طويلا

ليته تكلم ربما كان تغير التاريخ واجبا

تاريخه وتاريخ حياتية

دمث الخلق كان رغم العصبية الشديدة لم اسمعه مرة يلغظ لفظا خارحا فهو ابن المؤسسة العسكرية دماثة الخلق وحب الحق والوطن
عاشقا للعمل
مجدا ناجحا

وعمله أثار حقد الحاقدين خين ترك الخدمة واتجه الى العمل الاداري في الدولة وتقلد مناصبه العديدة

من مدير تفتيش مالي واداري ابهر المحافظين لجديته واهتمامه بالمدينة كانت فعلا عروس البحر حينذاك

ورئيس حي
الي رئيس حي آخر

أنا الآن استدعي ذاكرة تلك الليلة العجيبة

كان اتصالا تليفونيا طويلا طويلا

استغرقت المكالمة بيينا ارب وعشرين ساعة عجيب أليس كذلك

كانت ليلة ماطرة جدا  كتلك الليالي الماطرة في شهر يناير

سنوات ابتعدنا شغلتنا الدنيا

كل في طريقه

والبعدتنا الايام والمسافات

فجأة يطل بوجهه في الذاكرة تلح الذكرى اراه اراه الآن ولم أدر لم الح علي هذا الخاطر العجيب ولم الآن لم الآن
ماذا تخبئ الاقدار

اردت رفم تليفونه ويرد علي
ألو

أقول آلو

ازي حضرتك وحشتني جدا جدا

يقول وانتي كمان

عرفت انا مين

طبعا  عرفت

ياه بجد لم تنساني طوال هذه السنسن
ولا لحظة واحدة

لم انساك لحظة واحدة في حياتي

وتكلمنا وحكينا عن كل شئ كل شئ
كيف احبني انا الفتاة الصغيرة

وأسأله فاكر ايه عني

يضحك طويلا ويقول بصراحة  عيونك الخضراء الواسعة وسيقانك

ضحكت سيقاني

ايوه سيقانك

فاكره لما كنتي تلبسي الميني جيب كيف كنت  يحمر وجهي غيرة وغيظا
فاكرة لما قفلت واجهة مكتبك

لما لقيت الولاد الشباب في الادارة بيبصوا على سيقانك اتجننت وانت ولا انت هنا

كنت جميلة خجولة كنت اخشى عليك من نسمة الهوا واحرسك من بعيد
كان يعحبني حمرة الخجل حين تنظرين الي

مرة قلت لك ممكن تناوليني علبة السدائر من جيب الجاكيت كانت معلقة  بالمكتب

انا فاكره طبعا انبي حفت اوي ااقرب من الحاكيت

كان عطر الاولد سبايس يجنني

شياكته كانت رائعة شعرة الاسود عيونه السوداء الواسعة

كل مافيك جميل ياجميل

تذكرنا في تلك الليلة الطويلة وقد اختزل العمر فيها كل العمر وكل العشق المخبوء وكل الذكريات بطول وعرض السنوات الطوال
قال كل شئ

وقلت كل شئ

واعترف بحبه

وقلت له كل شئ كل شئ حكيت له كل ماحدث طوال سنين البعاد

كان المطر شديد  جدا سيول سيول وعواصف

قال فجأة عاوز اشوفك دلوقت حالا

ضحكت

قال بحد

أنا هالبس بالطو تقيل واجي بالعربية آخدك نكمل كلامنا هنا

ضحكت

قال ياجبانة خايفة مني
لا والله

انا خايفة عليك من البرد الساعة 4 الفجر دلوقت خليها بكرة ممكن

قال لالالالا دلوقت مشتاق ليكي اوي

علشان خاطري خلينا بكره

مافيش فايدة فيكي طول عمرك عنيدة لكن باحبك اوي

بحبك حدا حبيبتي  لم احب سواك ولم اتزوج غيرك

وتذكرت ماقالوه لي لبيعدوني عنه

وصدقت الكلام

لا ما صدقت عمري ما شكيت فيك ولا صدقت اي شئ من كلامهم

كم احبك جمال

هبة انت حياتي وحب عمري احببت برائتك كياسمينة عذراء

هبة كم احببت عطرك عطر جلدك حين كنت تمرين بجانبي
هبة كم احببت هذا الخجل وحمرته على خدودك

هبة كم كنت اغار من س وص  وكنت اكتمها في صدري
هبة كم بحثت عن اخبارك

هبة كم تمنيت لو احضنك لثانية واحدة في عمري

وابكي انا ولا انطق

ويسألني

انت بتبكي

لالالا ياحبيبتي ارجوك ما تبكي ما احتمل دموعك

ارجوك كفاية

ويطل مطر شديد كان السماء تبكي معي او تنعينا

ونصل الى السادسة صباحا

ويقول بكره عاوزك  عروسه فاهمة  ويضحك

نايير ابيض او احمر لى بالك

واعدي عليك الساعة 6 بعد الظهر بالعربية ونروح لاقرب مأذون

واضحك ويضحك

كفاية حرمان  باه يالا نعوض السنسن اللي فاتت

ويغلق التليفون ويقول

تصبجي علي خير حبيبتي ارجوك خلي بالك على نفسك

حاضر حبيبي

الله هو يقول

باي حبيبتي

واهاجت الذكريات مضجعي ولم انام

ذهبت الى عملي مجهدة جدا  وفي العودة اشتريت فستاني الازرق

مازال مكانه لم ارتديه

وافتح باب البيت

لسمع رنة تليفون ارد بسرعة آلو حتى لم اغلق باب الشقة

واسمع صوته ضعيفا حدا

مالك
قال تعبت جاني مغص كلوي استدعيت اخويا الدكتور اخدت مسكن هانام ولما اصحي من النوم  اكلمك

قلبي انقبض قبضة رهيبة

جلست في مكاني لا اتحرك وكل الاشياء امامي مبعثرة

وظللت في مكاني على نفس الفوتيه لا اتحرك

ومرت الساعة السادسة والسابعة اكلني القلق

آلو

مين حضرتك

جمال
أنا هبة

مين حضرتك

انا هبة مالك فيه ايه

ويرد جمال تعيشي انت

كان اخوه الطبيب نفس الصوت
صرخت

لالالالالالالالالالالالا

مين حضرتك ارجوك ردي

واحطم الاشياء حولي واصرخ اصرخ

كف بصري توقف سمعي

هذيان وذهول

اهذي
اصمت
اجري على الشارع
واعود
كالمجنونة

هنا اتوقف قليلا

كي الملم افكاري والذكريات  واكفكف دموعي واعود

سأعود في جزء آخر
الجزء الثاني

من النهاية المؤلمة

بقلم وهيبة سكر





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق