رسالة هولاكو خان إلى المظفر سيف الدين قطز ملك مصر
________________________________________________
بدايات القرن 13 الميلادي الـ 7 الهجري اجتاحت جيوش المغول (التتار) بقيادة جنكيز خان شرق العالم وشماله وقضوا على كل الممالك القوية وقتلوا خالقا كثير ولم تنجوا منهم الخلافة العباسية ففي عام 1251 اجتاحت جيوشهم بغداد بقيادة هولاكو ثم جتاحوا بلاد الشام وبدلا من ان ينقضوا شمالا الى اوروبا وليقين هولاكو ان مصر هى الهدف الاهم فقرر التوجه جنوبا فكانت هذه الرسالة الى ملك مصر في ذاك الوقت المظفر سيف الدين قطز ملك مصر
كانت رسالة هولاكو خان تمتلئ بالتهديد والوعيد وكانت سمعة جيشه تسبق رسالته بما ارتكبة من مجازر مع البلاد التي غزاها...ويقال ان الرسالة لبلاغتها العربية ان كاتبها عربي انضم الى جيش هولاكو وهو نصير الدين الطوسي الذي كان على علاقة قويه بهولاكو
نص الرسالة:
________________
((مِن هولاكو خان ملك ملوك الارض شرقاً وغرباً.. الخان الأعظم.. باسمك اللهم باسط الأرض ورافع السماء.. الذي مَلكَنا أرضه.. وسلطنا على خلقه.. الذي يعلم به الملك المظفر الذي هو من جنس "المماليك".. صاحب مصر وأعمالها.. وسائر أمرائها وجندها وكتابها وعمالها.. وباديتها وحاضرها، وأكابرها وأصاغرها.. إنّـا جند الله في أرضه.. خلقنا من سخطه.. وسلطنا على من حل به غيظه.. فلكم بجميع الأمصار معتبر.. وعن عزمنا مزدجر.. فاتعظوا بغيركم.. وسلّموا إلينا أمركم.. قبل أن ينكشف الغطاء.. ويعود عليكم الخطأ.. فنحن ما نرحم من بكى.. ولا نرق لمن اشتكى.. فتحنا البلاد.. وطهرنا الأرض من الفساد.. فعليكم بالهرب.. وعلينا بالطلب.. فأي أرض تأويكم؟؟ وأي بلاد تحميكم؟؟ وأي ذلك ترى؟؟ ولنا الماء والثرى؟؟ فما لكم من سيوفنا خلاص.. ولا من أيدينا مناص..
فخيولنا سوابق.. وسيوفنا صواعق.. ورماحنا خوارق.. وسهامنا لواحق.. وقلوبنا كالجبال.. وعددنا كالرمال!! فالحصون لدينا لا تمنع.. والجيوش لقتالنا لا تنفع.. ودعاؤكم علينا لا يُسمع.. لأنكم أكلتم الحرام.. وتعاظمتم عن رد السلام.. وخنتم الأيمان.. وفشا فيكم العقوق والعصيان.. فأبشروا بالمذلة والهوان.. (فاليوم تجزون عذاب الهون بما كنتم تعملون) (وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون).. وقد ثبت أن نحن الكفرة.. وأنتم الفجرة.. وقد سُلطنا عليكم من بيده الأمور المدبرة.. والأحكام المقدرة.. فكثيركم عندنا قليل.. وعزيزكم لدينا ذليل.. وبغير المذلة ما لملوككم عينا من سبيل.. فلا تطيلوا الخطاب.. وأسرعوا رد الجواب.. قبل أن تضطرم الحرب نارها.. وتوري شرارها.. فلا تجدون منا جاهاً ولا عزاً.. ولا كتاباً ولا حرزاً.. إذ أزتكم رماحنا أزاً.. وتدهون منا بأعظم داهية.. وتصبح بلادكم منكم خالية.. وعلى عروشها خاوية.. فقد أنصفناكم.. إذ أرسلنا إليكم.. ومننا برسلنا عليكم))
وبعد قراءة قطز للرسالة جمع قادة جيشه ومستشاريه وأطلعهم عليها وكان منهم من رأى الاستسلام للتتار وتجنب ويلات الحرب معهم.. فما كان من السلطان قطز إلا أن قال:" أنا أَلقى التتار بنفسي.. يا أمراء المسلمين.. لكم زمان تأكلون من بيت المال.. وأنتم للغزاة كارهون.. وأنا متوجه.. فمن اختار الجهاد فليصحبني.. ومن لم يختر ذلك فليرجع إلى بيته.. وإن الله مطلع عليه.. وخطيئة حريم المسلمين في رقاب المتأخرين عن القتال".. فتحمس القواد والأمراء لرؤيته قائدهم يقرر الخروج لمحاربة التتار بنفسه.. بدلاً من أن يرسل جيشاً ويبقى هو في قصره.
ثم وقف قطز يخاطب الأمراء وهو يبكي ويقول لهم: "يا أمراء المسلمين.. من للإسلام إن لم نكن نحن" فقام الأمراء يعلنون موافقتهم على الجهاد.. وعلى مواجهة التتار مهما كان الثمن .. وقام قطز بقطع أعناق 24 من الرسل الذين أرسلهم إليه هولاكو بالرسالة التهديدية.. وعلّق رءوسهم في الريدانية في القاهرة وابقي علي الـ25 ليحمل الأجساد لهولاكو.. وأُرسل الرسل في الديار المصرية تنادى الناس بالجهاد في سبيل الله ووجوبه وفضائله وكان الشيخ العز بن عبد السلام ينادى في الناس بنفسه فهب المصريون ليكونوا قلب وميسرة جيش الاسلام
وخرج جيش مصر بقيادة المظفر سيف الدين قطز يوم الاثنين الموافق 25 شعبان 658هــ/1260م بجميع عسكر مصر ومن انضم إليهم من عساكر الشام ومن العرب والتركمان والمتطوعين المصريين والمغاربه وغيرهم وتحركوا من قلعة الجبل في القاهرة.والتقى الفريقان في المكان المعروف بأسم عين جالوت في فلسطين في 25 رمضان 658هـ الموافق 3 سبتمبر 1260م وكان النصر حليف جيش مصر وكسرت اسطورة جيش التتار الذي لا يهزم.
ورد سيف الدين قطز على هولاكو فقال
______________________________
________________________________________________
بدايات القرن 13 الميلادي الـ 7 الهجري اجتاحت جيوش المغول (التتار) بقيادة جنكيز خان شرق العالم وشماله وقضوا على كل الممالك القوية وقتلوا خالقا كثير ولم تنجوا منهم الخلافة العباسية ففي عام 1251 اجتاحت جيوشهم بغداد بقيادة هولاكو ثم جتاحوا بلاد الشام وبدلا من ان ينقضوا شمالا الى اوروبا وليقين هولاكو ان مصر هى الهدف الاهم فقرر التوجه جنوبا فكانت هذه الرسالة الى ملك مصر في ذاك الوقت المظفر سيف الدين قطز ملك مصر
كانت رسالة هولاكو خان تمتلئ بالتهديد والوعيد وكانت سمعة جيشه تسبق رسالته بما ارتكبة من مجازر مع البلاد التي غزاها...ويقال ان الرسالة لبلاغتها العربية ان كاتبها عربي انضم الى جيش هولاكو وهو نصير الدين الطوسي الذي كان على علاقة قويه بهولاكو
نص الرسالة:
________________
((مِن هولاكو خان ملك ملوك الارض شرقاً وغرباً.. الخان الأعظم.. باسمك اللهم باسط الأرض ورافع السماء.. الذي مَلكَنا أرضه.. وسلطنا على خلقه.. الذي يعلم به الملك المظفر الذي هو من جنس "المماليك".. صاحب مصر وأعمالها.. وسائر أمرائها وجندها وكتابها وعمالها.. وباديتها وحاضرها، وأكابرها وأصاغرها.. إنّـا جند الله في أرضه.. خلقنا من سخطه.. وسلطنا على من حل به غيظه.. فلكم بجميع الأمصار معتبر.. وعن عزمنا مزدجر.. فاتعظوا بغيركم.. وسلّموا إلينا أمركم.. قبل أن ينكشف الغطاء.. ويعود عليكم الخطأ.. فنحن ما نرحم من بكى.. ولا نرق لمن اشتكى.. فتحنا البلاد.. وطهرنا الأرض من الفساد.. فعليكم بالهرب.. وعلينا بالطلب.. فأي أرض تأويكم؟؟ وأي بلاد تحميكم؟؟ وأي ذلك ترى؟؟ ولنا الماء والثرى؟؟ فما لكم من سيوفنا خلاص.. ولا من أيدينا مناص..
فخيولنا سوابق.. وسيوفنا صواعق.. ورماحنا خوارق.. وسهامنا لواحق.. وقلوبنا كالجبال.. وعددنا كالرمال!! فالحصون لدينا لا تمنع.. والجيوش لقتالنا لا تنفع.. ودعاؤكم علينا لا يُسمع.. لأنكم أكلتم الحرام.. وتعاظمتم عن رد السلام.. وخنتم الأيمان.. وفشا فيكم العقوق والعصيان.. فأبشروا بالمذلة والهوان.. (فاليوم تجزون عذاب الهون بما كنتم تعملون) (وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون).. وقد ثبت أن نحن الكفرة.. وأنتم الفجرة.. وقد سُلطنا عليكم من بيده الأمور المدبرة.. والأحكام المقدرة.. فكثيركم عندنا قليل.. وعزيزكم لدينا ذليل.. وبغير المذلة ما لملوككم عينا من سبيل.. فلا تطيلوا الخطاب.. وأسرعوا رد الجواب.. قبل أن تضطرم الحرب نارها.. وتوري شرارها.. فلا تجدون منا جاهاً ولا عزاً.. ولا كتاباً ولا حرزاً.. إذ أزتكم رماحنا أزاً.. وتدهون منا بأعظم داهية.. وتصبح بلادكم منكم خالية.. وعلى عروشها خاوية.. فقد أنصفناكم.. إذ أرسلنا إليكم.. ومننا برسلنا عليكم))
وبعد قراءة قطز للرسالة جمع قادة جيشه ومستشاريه وأطلعهم عليها وكان منهم من رأى الاستسلام للتتار وتجنب ويلات الحرب معهم.. فما كان من السلطان قطز إلا أن قال:" أنا أَلقى التتار بنفسي.. يا أمراء المسلمين.. لكم زمان تأكلون من بيت المال.. وأنتم للغزاة كارهون.. وأنا متوجه.. فمن اختار الجهاد فليصحبني.. ومن لم يختر ذلك فليرجع إلى بيته.. وإن الله مطلع عليه.. وخطيئة حريم المسلمين في رقاب المتأخرين عن القتال".. فتحمس القواد والأمراء لرؤيته قائدهم يقرر الخروج لمحاربة التتار بنفسه.. بدلاً من أن يرسل جيشاً ويبقى هو في قصره.
ثم وقف قطز يخاطب الأمراء وهو يبكي ويقول لهم: "يا أمراء المسلمين.. من للإسلام إن لم نكن نحن" فقام الأمراء يعلنون موافقتهم على الجهاد.. وعلى مواجهة التتار مهما كان الثمن .. وقام قطز بقطع أعناق 24 من الرسل الذين أرسلهم إليه هولاكو بالرسالة التهديدية.. وعلّق رءوسهم في الريدانية في القاهرة وابقي علي الـ25 ليحمل الأجساد لهولاكو.. وأُرسل الرسل في الديار المصرية تنادى الناس بالجهاد في سبيل الله ووجوبه وفضائله وكان الشيخ العز بن عبد السلام ينادى في الناس بنفسه فهب المصريون ليكونوا قلب وميسرة جيش الاسلام
وخرج جيش مصر بقيادة المظفر سيف الدين قطز يوم الاثنين الموافق 25 شعبان 658هــ/1260م بجميع عسكر مصر ومن انضم إليهم من عساكر الشام ومن العرب والتركمان والمتطوعين المصريين والمغاربه وغيرهم وتحركوا من قلعة الجبل في القاهرة.والتقى الفريقان في المكان المعروف بأسم عين جالوت في فلسطين في 25 رمضان 658هـ الموافق 3 سبتمبر 1260م وكان النصر حليف جيش مصر وكسرت اسطورة جيش التتار الذي لا يهزم.
ورد سيف الدين قطز على هولاكو فقال
______________________________
قل: اللهم على كل شيء قدير والحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا محمد النبي الأمي، على كتاب ورد فجرا عن الحضرة الخاقانية، والسدة السلطانية نصر الله أسدّها، وجعل الصحيح مقبولا عندها، وبان أنكم مخلوقون من سخطه، مسلطون على من حلّ عليه غضبه، ولا ترقون لشاكٍ، ولا ترحمون عبرة باكٍ، وقد نزع الله الرحمة من قلوبكم، وذلك من أكبر عيوبكم، فهذه صفات الشياطين، لا صفات السلاطين، كفى بهذه الشهادة لكم واعظا، وبما وصفتم به أنفسكم ناهيا وآمرا، قل يا ايها الكافرون لا أعبد ما تعبدون، ففي كل كتاب لعنتم، وبكل قبيح وصفتم، وعلى لسان كل رسول ذكرتم، وعندنا خبركم من حيث خلقتم وأنتم الكفرة كما زعمتم ألا لعنة الله على الكافرين، وقلتم أننا أظهرنا الفساد؛ ولا عَز من أنصار فرعون من تمسك بالفروع ولا يبالي بالأصول، ونحن المؤمنون حقا لا يداخلنا عيب، ولا يصدنا غيب، القران علينا نزل وهو رحيم بنا لم يزل، تحققنا تنزيله وعرفنا تأويله، إنما النار لكم خلقت، ولجلودكم أضرمت، إذا السماء انفطرت. ومن أعجب العجب تهديد الليوث بالرتوت، والسباع بالضباع، والكماة بالكراع، خيولنا برقيه، وسهامنا يمانية، وسيوفنا مضريه، وأكتافها شديدة المضارب، ووصفها في المشارق والمغارب، فرساننا ليوث إذا ركبت، وأفراسنا لواحق إذا طلبت، سيوفنا قواطع إذا ضربت، وليوثنا سواحق إذا نزلت، جلودنا دروعنا وجواشننا صدورنا، لا يصدع قلوبنا شديد، وجمعنا لا يراع بتهديد، بقوة العزيز الحميد، اللطيف لا يهولنا تخويف، ولا يزعجنا ترجيف، إن عصيناكم فتلك طاعة، وإن قتلناكم فنعم البضاعة، وان قتلنا فبيننا وبين الجنة ساعه، قلتم قلوبنا كالجبال، وعددنا كالرمال؛ فالقضاء لا يهوله كثرة الغنم، وكثرة الحطب يكفيه قليل الضرم، أفيكون من الموت فرارنا وعلى الذل قرارنا ؟ ألا ساء ما يحكمون، الفرار من الدنايا لا من المنايا، فهجوم المنية عندنا غاية الأمنيه، إن عشنا فسعيدا، وإن متنا فشهيدا، ألا إن حزب الله هم الغالبون، أبعد أمير المِؤمنين وخليفة رسول رب العالمين تطلبون منا الطاعة ؟ لا سمعا لكم ولا طاعة ، تطلبون أنا نسلم إليكم أمرنا، قبل أن ينكشف الغطاء ويدخل علينا منكم الخطاء.
هذا كلام في نظمه تركيك وفي سلكه تسليك، ولو كشف الغطاء ونزل القضاء، لبان من أخطأ، أكفر بعد الإيمان ونقض بعد التبيان ؟ قولوا لكاتبكم الذي رصف مقالته، وفخّم رسالته، ما قصرت بما قصدت، وأوجزت وبالغت، والله ما كان عندنا كتابك إلا كصرير باب، أو طنين ذباب، قد عرفنا إظهار بلاغتك، وإعلان فصاحتك، وما أنت إلا كما قال القائل: حفظت شيئا وغابت عنك أشياء .
كتبتَ : سيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون، لك هذا الخطاب، وسيأتيك الملك الناصر وبكتمر وعلاء الدين القيمري وساير أمراء الشام ينفرون الإيصال إلى جهنم وبئس المهاد، وضرب اللمم بالصماصم الحداد، وقل لهم : إذا كان لكم سماحة، ولديكم هذه الفصاحة؛ فما الحاجة إلى قراءة آيات وتلفيق حكايات، وتصنيف مكاتبات، وها نحن أولاء في أواخر صفر موعدنا الرَسْتَن وألا تعدنا مكان السلم، وقد قلنا ما حضر والسلام .
هذا كلام في نظمه تركيك وفي سلكه تسليك، ولو كشف الغطاء ونزل القضاء، لبان من أخطأ، أكفر بعد الإيمان ونقض بعد التبيان ؟ قولوا لكاتبكم الذي رصف مقالته، وفخّم رسالته، ما قصرت بما قصدت، وأوجزت وبالغت، والله ما كان عندنا كتابك إلا كصرير باب، أو طنين ذباب، قد عرفنا إظهار بلاغتك، وإعلان فصاحتك، وما أنت إلا كما قال القائل: حفظت شيئا وغابت عنك أشياء .
كتبتَ : سيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون، لك هذا الخطاب، وسيأتيك الملك الناصر وبكتمر وعلاء الدين القيمري وساير أمراء الشام ينفرون الإيصال إلى جهنم وبئس المهاد، وضرب اللمم بالصماصم الحداد، وقل لهم : إذا كان لكم سماحة، ولديكم هذه الفصاحة؛ فما الحاجة إلى قراءة آيات وتلفيق حكايات، وتصنيف مكاتبات، وها نحن أولاء في أواخر صفر موعدنا الرَسْتَن وألا تعدنا مكان السلم، وقد قلنا ما حضر والسلام .

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق