22 يناير 2015

خطورة الاستغراق في الشهوات // وهيبة سكر

اللهم اكف عبادك المؤمنين شر اتباع الشهوات والاستغراق فيها
***************
الله الذي خلق الانسان أعلم بحاجته , و متطلباته , لذلك لم يتجاهل الاسلام حاجات الانسان و ميوله و غرائزه , و لكن المشكلة التي يقع فيها الانسان هي
الاستغراق في شهوات الدنيا و رغائب النفوس , هذا الاستغراق يشغل القلب عن التفكير و التبصر و الاعتبار , و يصرف عن فعل 
الخير , و يدفع إلى الغرف في الملذات , و يحجب ما هو أنفع و أجدى للإنسان , و لما كانت هذه الرغائب و الدوافع , طبيعية و فطرية , و هي جزء
من الانسان خلقها الله لتؤدي دورا أساسيا في حفظ الحياة و امتدادها , فإن الله تعالى وجه إلى ضبطها و تنظيمها لتأخذ وجهتها الصحيحة حتى
يصبح الانسان هو المتصرف فيها المالك لها , لا أن تكون هي المتحكمة به و المتصرفة فيه .
و الانسان بطبيعته ينفعل بالأحدات الانية , و لا ينظر إلى المستقبل البعيد , و لا يقارن بن البقاي الدائم مهما قل و المنقطع الموقت مهما كثر
وظن أنه ممتع , لذا جاء التوجيه القرآني ليلفت نظر الانسان , ويدعو العقل للتفكير السوي الذي يقوده إلى الاستقامة , فإن الخالد المستمر أفضل من
الذي يزول بسرعة , و هكذا عرف القرآن الكريم إلى جوار المتع و الشهوات الحسية الدنيوية المحببة للنفس البشرية أوانا من اللذائذ في الحياة
الاخرة , ينالها الذين يضبطون أنفسهم عن الاستغراق في لذئذ الدنيا الحسية و متعها الزائلة , و يحتفظون بإنسانيتهم الرفيعة .
إن الاسلام لم يحرم حب الشهوات لانه فطري في الانسان , و انما نظم هذا الحب و هذبه حتى يحقق هدافه , و يسير إلى الوجهة الصحيحة .
قال تعالى :
(( زين للناس حب الشهوات من النساء و البنين و القناطير المقنطرة من الذهب و الفضة و الخيل المسومة و الانعام و الحرث ذلك متاع
الحياوة ِ الدنيا و الله عنده حسن المئاب (14) * قل أونبئكم بخير من ذلكم للذين اتقوا عند ربهم جنات تجرى من تحتها الانهار خلدين
فيها وازواج مطهرة ورضوان من الله و الله بصير بالعباد (15) الذين يقولن ربنا إنناء امنا فاغفر لنا ذنوبنا و قنا عذاب النار (16)
الصابرين و الصادقين و القانتين و المنفقين و المستغفرين بالاسحار (17) )


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق