لقد كان لقصة الاسراء والمعراج آثارها العظيمة على الثقافات العربية والغربيه وقد ظهر هذا التأثير في عملين أدبيين احدهما عربي والآخر غربي
اولا - العمل الأدبي متمثلا في رسالة الغفران لأب العلاء المعري
ثانيا - في الكوميديا الألهية لدانتي الليجيري
أولا - ابي العلاء المعري نبذه عنه
هو من شعراء العصر العباسي --363 هجرية - 973 - 1057 م - هو شاعر وفيلسوف ولد ومات بمعرة النعمان
كان نحيف الجسم أصيب بالجدري فعميت عيناه وهو في الرابعة من عمره
قال الشعر وعمره 11 سنة - رحل الي بغداد عام 398 هجرية واقام بها عام ونصف - وهو من بيت كبير ولما مات
وقف علي قبره 48 شاعر يرثونه
كان يلعب الشطرنج والنرد واذا أراد التأليف أملى على كاتبه علي بن عبد الله بن ابي هاشم لم يأكل اللحم طيلة
45 عاما وكان يلبس خشن الثياب وانقسم شعره الي 3 أقسام -
1- لزوم مايلزم وسمي باللزوميات
2- سقط الزند
3- ضوء السقط
وترجم شعره الي عدة لغات
- قال عنه ابن خلكان ان من كتبه - الأيك والغصون في 100 جزء , تاج الحرة وأخلاقهن في 400 كراس
- عبث الوليد في شرح ونقد ديوان البحتري
- رسالة الملائكة
- رسالة الغفران
رسالة الغفران وتأثرها بقصة الاسراء والمعراج
هي عمل أدبي يصور فيها ابو العلاء المعري مقابلة الشاعر لبعض الاشخاص في العالم الآخر ممن حرموا من
الغفران حسب تصوره ويناقش فيهاكل واحد ويسأل من غفر له بم غفر لك ؟ ويجيب فيها كل واحد بمانجاه من
العذاب والسبب في دخوله الفردوس ويصف له كيف يتمتع في الفردوس
وسأل الفريق الآخر ممكن كتب عليهم العذاب لم لم يغفر لك ؟
وقد تمثل في ذهنه الآية القرآنية الكريمة -ألم تر كيف ضرب الله مثلا كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء تؤتي أكلها حين بأذن ربها صدق الله العظيم سورة ابراهيم آية 24
وبناء علي هذا تمثل الاشجار قد غرست في الفردوس بعدد كلمات تلك الرساله ثم تناول أنهار الجنة ومافيها من خمر
- ثم جره هذا الي وصف دخوله الجنة - ثم زيارته للنار وسؤال أهلها عن سبب تلك العاقبة وتتمثل الرسالة في
ستة فصول وهي
1- الفردوس وبه احاديث مع الاعشى وزهير بن سلمى والنابغتين
2- يوم الموقف وبه أحاديث مع رضوان خازن الجنة وحمزة ابن عبد المطلب - فاطمة الزهراء - عبور الصراط
3- نعيم الفردوس 4- جنة العفاريت 5- الجحيم وأحاديثه فيها مع عمرو بن كلثوم - طرفة - وكذلك مع أبليس
6- العودة الى الفردوس وأحاديثه مع آدم عليه السلام
أشهر قصائد أبي العلاء المعري
طربن لضوء البارق المتعالي
بيضاء وهنا مالهن ومالي
سمت نحوه الابصار حتي كأنها
بناريه من هنا وثم صوالي
تمنت قويفا والصراة حيالها
تراب لها من أنيق وجمال
قال الدكتور طه حسين عن رسالة الغفران
- أنها آية الأدب العربي المنثور - آية الخيال العربي - آية السخرية العربية - آية العرب
وقال عنها أن لغتها العربية في غاية الصعوبة استعرض فيها أبي العلاء لغته العربية في الكتابة والنقد والبلاغة
أما دانتي الليجيري
تأكد تأثر دانتي الليجيري في الكوميديا الألهية بالتراث الاسلامي بعد قيام المستشرق الأسباني ساندينو والايطالي
انريكو تشيردلي بترجمة وثيقة معراج سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم بعد أن أمر ملك أسبانيا الفونسو العاشر
بترجمة وثيقة الاسراء والمعراج وكانت مخطوطة منتشرة في أوربا خاصة ايطاليا
وتأثر دنتي في الكوميديا الألهية بالمصادر الاسلامية وبرسال الغفران لأب العلاء المعري
كانت أول ترجمة للمعراج عام 1264 م أي قبل ولادة أبي العلاء المعري بعام واحد في 1263 م
- وهنا يظهر مدي تأثر الثقافات العربية والغربية بقصة اسراء الرسول ومعراجه الى سدرة المنتهي ورؤيته الجنة ومن فيها ومافيها - وللنار ومن فيها ومافيها - ودرجات النعيم وأنهار الجنة وحصاها والحور العين - وللنار ومافيها من درجات العذاب
صدقت يارسول الله فيما بلغت وماينطق عن الهوي ان هو الا وحي يوحى صدق الله العظيم
وقد سجل كل من ابي العلاء المعري العربي - ودانتي الأوربي أحداث القصة الخالدة في عملين أدبيين مازالا
من أعظم الأعمال الأدبية حتي الآن
// بقلم وهيبة سكر //
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق