1 أغسطس 2015

حفنرناها منذ 4 آلاف سنة // للدكتور وسيم السيسي استاذ المصريات



حفرناها منذ أربعة آلاف سنة!
وسيم السيسي
بتاريخ ١/٨/٢.١٥
أول من حفر قناة السويس هو سنوسرت الثالث 1874 ق.م أى منذ 3889 سنة!! كانت هذه القناة تسمى قناة سيزوستريس، وكانت تصل البحر الأخضر «الأبيض الآن» ببحر أرتورى «الأحمر الآن» بواسطة البحيرات المرة «كانت عذبة قبل ذلك» وكان اسمها بحر البوص Reed Sea وهى البحيرات التى عبرها بنو إسرائيل كما جاء فى التوراة، ولم يعبروا البحر الأحمر كما يقولون الآن، بعد أن حذفوا حرف الـE من Reed فأصبحت Red أى أحمر الذى لا علاقة له بحمرة الخجل أو الكذب! جدير بالذكر أن البوص لا ينمو فى المياه المالحة كالبحر الأحمر، كما أن البحار أخذت أسماءها من تركيا فى القرن 18م.
عودة إلى قناة سيزوستريس التى كانت تصل ما بين الشمال والجنوب، وأيضاً نهر النيل خلال البحيرات المرة، أنشأ «سنوسرت 3» قلعة ثارو «القنطرة» للدفاع عن القناة، واحتفل بافتتاحها فى السنة 12 من حكمه.
وبعد حوالى 560 سنة جاء سيتى الأول والد رمسيس الثانى «1319-1300 ق.م» ثانى ملوك الأسرة 19 ليعيد حفر قناة السويس، وبعد سبعمائة عام جاء نخاو الثانى، الأسرة 26، وأراد إعادة حفر قناة السويس ولكن العرَّافة ميليت طلبت منه أن يتوقف عن الحفر لأنها سوف تزيد فى أطماع أعداء مصر، فتوقف نكاو أو نخاو الثانى عن حفر قناة سيزوستريس، كما كانت تسمى فى ذلك الوقت، جدير بالذكر أن نخاو الثانى قتل يوشع ملك يهوذا فى إحدى معاركه فى فلسطين، ولكن نبوخذ نصر، ملك بابل، هزمه فى موقعة قرقميش، فعاد لمصر ولسان حاله يقول: الهزيمة لكل من يخرج عن حدود بلاده!! وكانت مدة حكمه من 610-595 ق.م.
ثم جاء الفارسى دارا الأول، الأسرة 27، وأتم حفر القناة بعد نخاو الثانى، وكانت مدة حكم دارا الثانى من 522 ق.م حتى 485 ق.م.
ثم جاء الإسكندر الأكبر 331 ق.م بدأ الحفر ولكن الموت لم يمهله، فأتم حفر القناة بطليموس الثانى الذى سمّى نفسه ابن رع، وكان احتفالاً أسطورياً، أبحرت فى القناة سفينة ملكية طولها مائة وأربعون متراً، وعرضها 21 متراً، وعدد المجدِّفين «80»، أربعون على كل جانب!!
احتل الرومان مصر 31 ق.م بعد موقعة أكتيوم، وفى عصر تراجان 117م تم افتتاح القناة، ولكن الإمبراطور هديريان 122م أكمل حفرها. جدير بالذكر أن مصر لم تتوقف عن الثورات ضد أى محتل حتى احتلال المصرى للمصرى كمبارك ومرسى.
وفى سنة 650م تم حفر قناة السويس «قناة أمير المؤمنين» ولم توصل بالنيل خوفاً من طغيان البحر الأحمر على الدلتا، ولكن الحقيقة هى أنه كان خوفاً من عودة الرومان، وقد عادوا فعلاً للإسكندرية، ولكنهم هُزموا فى موقعة الصوارى البحرية، والفضل إلى من لهم دراية بالبحر، أعنى المصريين.
تقدم المهندس النمساوى نجريللى بمشروعه ولكنه توقف بسبب إنجلترا وفرنسا، وأخيراً تقدم ديليسبس بمشروعه فى عهد سعيد، وتم افتتاح القناة 1869، وحضر الحفل الملكة أوجينى زوجة نابليون الثالث، إمبراطور النمسا، وولى عهد روسيا... إلخ، من كبار ملوك ورؤساء العالم.
وفى سنة 1956 أمم الرئيس عبدالناصر القناة وكان خطأً فادحاً.. جر علينا ويلات عدوان ثلاثى، وضياع أم الرشراش «أصبحت إيلات» الآن، وفتحت البحر الأحمر وأفريقيا لإسرائيل، وكانت ستعود إلينا القناة بعد 13 سنة فقط 1969، دون كسر لمواثيق دولية، ولأن الهوى أعمى وغلاب تسمع من يقول لك: كانوا لن يردوها لنا 1969. أقول: لقد ردوا هونج كونج، وعلى فرض أنهم لم يردوها، فالتأميم واجب وقانونى والعالم يقف معنا وليس ضدنا.
ألف مبروك علينا قناة السويس الجديدة، هذا العمل الجبار فى ظرف عام لا يقدر عليه إلا جينات مصرية تعودت على عمل المعجزات.
وبناة الأهرام فى سالف الدهر.. كفونى الكلام عند التحدى
إن مجدى فى الأوليات عريق.. من له مثل أولياتى ومجدى.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق