14 يوليو 2015

إعطني الناي وغني // بقلم وهيبة سكر

الخيرُ في الناسِ مصنوعُ اذا جُبروا
والشرُ في الناسِ لايفنى وان قُبروا 
وأكثرُ الناسِ آلاتُ تُحركُها 
أصابعُ الدهرِ يوماَ ثُم تنكسرُ
فلاتقوُلنً هذا عالمُ علمٍ
ولاتقُولنّ ذاكً السيدُ الوقرُ
فأفضلُ الناس قطعانٌ يسيرُ بها 
صوتُ الرعاةِ ومن لم يمشِ يندثرُ
فالشتا يمشي لكن 
لايُجاريهِ الربيع
فاذا ماهب يومًا سائراً سار الجميع 
أعطني النايّ وغن
فالغِنا يرعى العقول 
وأنين الناي أبقى 
من مجيدِ وذليل 
وما الحياةُ سوى نومِ تُراودهُ 
أحلامُ من بمرادِ النّفسِ يأتمرُ
والسرُ في النفسِ حزن النفسِ يسترهُ
والسرُ في العيشِ رغدُ العيشِ يحجبهُ 
فان أُزيل توّلى حجبه الكدرُ
فات ترفعت عن رغدِ وعن كدرِ
جاورت ظل الذي حارت به الفكرُ
ليس في الغاباتِ حزْنٌ لا 
ولا فيها الهموم
فاذا هبً نسيمُ 
لم تجئْ معهُ السّموم
ليس حزنُ النفسِ الا 
ظلٌ وهمِِ لايدوم 
وغيومُ النفسِ تبدو من ثَناياها النّجوم 
أعطني النايّ وغَن فالغِنا يَمحو المِحَن 
وأنين النايّ يبقي بعدَ أن يفنى الزمن 
فالذي عاشَ الربيعَ
كالذي عاشَ الدهور 
وبصدرِ الليلِ قلبٌ خافقِ في مضجعك 
ليت شعريّ
أيّ نفعِ في اجتماعِ وزحام 
وجدالٌ وضجيجٌ 
واحتجاجٌ وخصام 
والسرُ في النفسِ حزنُ النفسِ يسترهُ 
وأنينُ النايِ أبقى 
من حصيفٍ ورصين 
ليس في الغاباتِ ذكرٌ الا ذكرُ العاشقين 
وما السعادةُ في الدنيا سوى شبحِ
فان صارَ جسما ملهُ البشرُ
ان في التمر نواةٍ
حفظت سرُ النخل 
أعطني النايّ وغن 
فالفنا جسمٌ يسيل 
أعطني النايّ وغن 
فالغِنا سر الخلود 

// بقلم وهيبة سكر //

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق