29 يوليو 2015

من كتاب الحب والفناء للكاتب على حرب // وهيبة سكر

من كتاب الحب والفناء * تأملات في المراة والعشق والوجود للكاتب على حرب

مقتطفات من كتاب الحب والفناء - تأملات في المرأة والعشق والوجود للكاتب علي حرب
*
ان الشوق الى المرأة لا ينقطع .. ووصالها لا يقنع .. ذلك ان الرجل اذ يحب المرأة انما يحب ذاته .. فلا فكاك لاحد عن هوى نفسه .. كما لا فكاك له عن الوعي بذاته .. والذات بما هي رغبة وشهوة وشهية .. جرح لا يلتئم .. وبئر لا يرتوي .. انها جرح رمزي .. والرمز يشير دوما الى غياب .. ويحيل ابدا الى شيء .. ولعذا ما فك رمز الا صار المرموز اليه رمزاً لشيء سواه .. وما هتك حجاب الا اشتيق الى كشف محجوب آخر .. فالشوق لا يني إذن يتجدد .. لان الشوق كشف الحجب .. ولان منتهى الوصال .. الذوبان والتلاشي .. وهذا غير ممكن بين كائنين مُشاهدين .. وكيانين محسوسين
*
المرأة تتباهى بجمالها أياً كانت صفاتها الأخرى ..في حين ان الرجل يتزين بجلاله أياً كانت صفاته الأخرى
*
ينبغي ان يبقى الشريك على مسافة من شريكه فلا يقترب منه كل الاقتراب .. ولا يتماهي معه مماهاةً تامة .. فان الغاء المسافة بين المجتمعين هو مدعاة الى النزاع والعدواة .. والنزاع لا ينشأ من كون احد المجتمعين شريراً والآخر خيراً .. بل ينشاً عن اجتماع ارادتين متميزتين و كينونتين متفردتين .. انه تعبير عن ارادة القوة و التمايز
*
في منطق الصراع بين الشريكين .. ولو كانا حبيبين .. ينزع كل منهما الى اتخاذ الآخر موضوعاًُ له وآلة .. فيحاول طمس صفاته وسلبه ارادته ويعمل على استغراقه واستهلاكه .. فاما ان يخضع او يقاوم ..اما ان يفنى في نظيره وشريكه .. او يتمايز عنه ويبقى
*
ليس أجمل من المرأة إلا الشوق لها
*
التطرف نقص .. والاعتدال كمال
*
التطرف في امر لا يكون الا على حساب آخر .. انه استغراق في شيء ونسيان في آخر .. بقاء في صفة و فناء عن أخرى
*
الشوق لا يكون الا باتحاد المحب والمحبوب .. وفناء احدهما بالآخر .. والفناء غير ممكن في عالم الابدان .. اذ الابدان تتلاقى سطوحها فقط .. ولا يمكن ان تتداخل وتمتزج .. وحدها الارواح هي التي تتحد ويتداخل بعضها في بعض .
*
المحب المشتاق يهوى .. عبر محبوبه كل حسن ويعشق كل جمال
*
المحب لا يحب حبيبه كما هو في واقعه وحسب .. وانما يحب فيه دوماً صورة متخيلة او شيئاً مجازياً او معنى باطناً .. فكل محبوب هو في نظر محبه وطن اصلي يحن اليه .. او زمن ضائع يبحث عنه .. او فردوس مفقود يحاول استعادته .. من هنا يتردد المحب بين الواقع والرمز .. و بين الجسد وما يتعداه
*
إستغفارنا يحتاج إلى إستغفار لعدم الصدق فيه
*
الحب هو حالة قصوى من حالات الشرط الانساني كالخوف والقلق والموت .. فالانسان كائن يحب ويهوى .. بل هو لا ينفك عن حبه للحياة التي تسري في كيانه .. ولا ينجو من هوى يسكنه .. يهيمن على مشاغله واهتماماته او يتوارى خلف هواجسه ووساوسه .. والحب قوة قاهرة وسلطان يطغى على ما عداه .. ولهذا .. فان المرء اذا ما احب استبد به شوقه واستولى عليه هواه
*
الحب هو في مآله حب الذات .. او ما يسمى حب الحب .. لان كل حب لا يتعلق بنفسه لا يُعول عليه
*
النفس الانسانية تدرك معنى الجمال وروحه .. لان الجمال نوراني والنفس نورانية .. والشبيه يدرك الشبيه
*
الحدس اصل المعرفة .. والفكرة شارحة لها
*
لا انفصال للخطاب عن الجسد .. فللجسد فكره وللفكر مادته ونصه .. النص جسد .. والجسد نص
*
بالنسبة للرجل ما ان تغيب المرأة حتى يبحث لها عن بديل .. فهي تحضر من حيث تغيب .. انها تقيم حقاً في الرجل وتستحوذ عليه .. إذ هي هاجسه وهمه .. فإما ان يستمتع بها واقعاً ويجتمع بها فعلاً .. واما ان يرمز اليها بواسطة الخطاب ويستبدلها بحب الغائب المفارق .. وبذا يَفتتن بالكلام ويعجب الحديث ويلتذ بالنص
*
الحب هو استحسان في اول درجة من درجاته .. إذ بدايته تردد النظر الى محاسن المحبوب .. وهو الفة باعتباره تناسباً بين شخصين قام بينهما تعارف .. وهوى اذا قوي وصار ميلاً بالكلية الى المحبوب واعراضاً عما سواه .. وخلة نظراً لان شمائل المحبوب تتخلل روح المحب الذي يتكيف بها .. وشغف لبلوغه شغاف القلب وهو الكلف والولوع بالمحبوب .. والحب هو شوق اذا نظر اليه من جهة الارادة اذ هو يحرك النفس لنيل ما فات من اللذة .. وهو لاعج ان رافقه صد من قبل الطرف الآخر .. ووجد لوجود ذات المحبوب منطبعة في ذات المحب انطباعا لا يزول .. وهو عشق ان افرط و استولى على صاحبه .. وغرام نسبة الى النشوة التي يحدثها في نفوس العاشقين . .وافتتان لكونه يجر الى خلع العذار وعدم المبالاة بالخلق .. ووله اذ به يقيم العاشق في مقام الحيرة .. ودهش لانه يترك العاشق مذهولا عن كل شيء ماعدا معشوقه .. وجنون لان به ذهاب العقل .. واخيراً هو فناء لان العاشق يفنى عن رؤية نفسه والاشياء ويستغرق بالكلية في معشوقه حتى لا يبقى منه له شيء
*

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق