31 أغسطس 2014

الجزء الثالث من روايتي (( خبيئة الذكريات )) بقلمي وهيبة سكر



الجزء الثالث من رواية خبيئة الذكريات
------------------------------------------------------

أما هو الذي احتلني من اول لحظة رأيته فيها في بداية ايام عملي وشبابي كيف استولي علي

عقلي هل لاحساسي بقوته وضعفي ؟ ربما - لكن الاحساس العجيب الذي غمرني حين رأيته

اول مرة كان احساسا عجيبا وغريبا علي ربما تمثلت لي قوته وانا الضعيفة الهشة الخجولة

وأشياء كثيرة لم تتضح الا بعد سنوات

لم تكن مشاعري مشاعر الحب والرومانسية لكنني احسست كأنني أعرفه وعشت معه قبل ذلك

كنت اخشاه ارتعب منه وحين يطلبني الي مكتبه في عمل لم اكن انظر اليه ابدا كنت اخشي النظر

الي عيونه السوداء الواسعة الثاقبة النظرات

---- دخل محسن زميلي الي مكتبي ذات صباح وهو انسان هادئ يحترم نفسه كثيرا وجلس

قبالي قائلا --- الدنيا برد تشربي معايا شاي - قلت ايوة ياريت -

ونادي محسن عم احمد وقال -- عم احمد ممكن كوبين شاي حلوين

حاضر استاذ محسن

وذهب عم احمد آتي بكوبين شاي ينبعث الدخان منهما في صباح برد جدا

كان الجو شتاءا وانا اعشق الشتاء برعده وبرقه وزعابيبه وانتشي فيها واتحول الي طفله

تلهو بالبلل بالمطر -- كثرا ماكنت اتسلل الي سطح بيتي القديم لاغرق بماء المطر

وأمي وجدتي تأتي الي صرخاتهم -- انزلي يابنت حاتبردي وطبها لاارد ولاانزل واكيد بعدها

برد وحرارة وزكام

وانا في هذه الافكار - وامامي كوب الشاي الدافئ واذا بعاصفة مدوية وصوت عالي مخيف وفتح

باب الحجرة بعنف شديد ليقول - مديري هذا الهادر - ووجه احمر قاني ويقول - قهوة دي ولا

كافيتريا - وخرج محسن مسرعا الي غرفة المفتشين وعرفت ان هذا اليوم لن يمر علي خير

وعاد فجأة - ذي الوجه الاحمر القاني - وقد خلع جاكتته وبيده ورقة كرتون كبيرة بيضاء ليسد

بها فتحة مكتبي بنفسه ---ولم افهم ---

وقلت لنفسي - انا عارفة اليوم ده مش هايعدي علي خير

نظرة مرعبة من عيونه وخرج مسرعا وصفق الباب وراءه في عنف فانتفض كياني كله

هو فيه ايه اقول لنفسي

وذهبت - ل احسان - سيدة طيبة بيضاء - تقوم باعمال الالة الكاتبة في مكتبه - وقلت

تصوري اللي حصل علي الصبح هو فيه ؟ بيعمل كه ليه ؟

فنظرت الي ضاحكة نظرة ذات معان لم افهمها وقتها وقالت يعني انت مش فاهمة

وعلا صوته قائلا - ياعم احمد - نادي - الآنسة ------ أنا طبعا وخليها تجيب معاها تقارير

المفتشين

قلت لعم احمد حاضر ياعم احمد ربنا يعدي اليوم ده علي خير انا مش عارفة بيعمل كده ليه في

ونظرة اخري من هذا العجوز - عم احمد - تحوي معاني لم افهمها

ودققت بابه وانا ارتجف رد من الداخل ---- اتفضل --- ودخلت مكتبه وقد ازدادت برودة الجو

حولي ثم قال زاعقا في --- آخر مرة أشوف حد عنك في المكتب - من المفتشين - ده مكان عمل

اتفضلي علي مكتبك وحطي التقارير هنا علي المكتب وخرجت وانا لاافهم شئ

وعدت الي منزلة بعد نهاية اليوم العصيب منهكة دخلت غرفتي اغلقت بابها علي ورحت في نوم

عميق
وصحوت علي صوت امي تقول -- قومي ياحبيبتي الغدا جاهز -- تعالي افتحي نفسي علي الاكل

حاضر ياماما -

وفي المساء حين غفا الكل وناموا كنت معه همناك في عالمي الآخر ودنياي الاخري -- وقلت له

وانا المس شلال شعره الاسود - انا هنا معك اعيش حياتي وعمري -

وهناك اقول له ما اريد قوله وافعل معه ما احب واتقرب اليه وليس بيني وبينه مسافات او بعد

هناك معه اختصر كل الابعاد والمسافات - اشم عبير انفاسه اضع يداي علي وجهه الحبيب

وانظر في عيونه دون خجل اوخوف - نتناول عشائنا يطعمني في فمي واطعمه في فمه -

ويأت صوت أمي -- اصحي حبيبتي - اتأخرتي علي الشغل -

وللقصة بقية ومازالت لم تكتمل اركانها كلها

بقلمي وهيبة سكر يوليو 2012



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق