31 أغسطس 2014

باقي الجزء الثالث من رواية (( خبيئة الذكريات )) بقلمي وهيبة سكر



-

أما هو الذي احتلني من أول لحظة رأيتهُ فيها .... في أول يوم عملي وعملت تحت ادارته ... كيف استولي علي عقلي ؟ ولم تكن مشاعري نحوه واضحة بالنسبة لي
انما احتلني هل لأحساسي بقوته وضعفي ...هل أعرفه مسبقا ؟ هل رأيته قبل ذلك ..احساسٌ عجيب اجتاحني في لحظة حين لمحته لأول وهلة ربما جسدَ لي القوة وأنا الضعيفة الخجول
أشياءٌ كثيرة لم تفصحُ ليّ الا بعد سنوات طوال ....لم يكن من بينها وقتها مشاعر الحب والرومانسية ...انما مشاعر أخري وأشياءٌ غيبية أحسست كأنني عشتهُا قبل ذلك ...أحسست كأنني عشت معه
أو رأيته ...أو سمعته ....وكنتُ أخشاهُ .... أرتعب حين يطلبني لعملٍ في مكتبه ..... لاأذكرُ أنني نظرت اليه أبدا حين يكلمنيّ ...لم أر عيناهُ ....انما كنت ألمحها لمحاً سريعاً مجرد لمحة ....
دخل محسن مكتبي ذات صباحً ...هادئ الطبع هوُ ....جلس أمامي وقال ....تشرب شايّ ...ودون أن ينتظر أجابتي نادي عم أحمد ....
عم أحمد من فضلك كوبايتين شاي حلوين من أيدك ...
كان الجوشتاء والدنيا برد جدا ...عاشقةٌ للشتاء أنا ...أنتشي حين تمطر وأغرق نفسي في ماء المطر حتي الآن ....
وأعود بذاكرتي الي سطه بيتنا القديم ...وجدتي تصرخ فيّ ...يابنت حتبردي أنزلي ...وأنا لاأسمع ...المهم أغرق في ماء المطر وأضحك وأمرح .....
عشقت الشتاء ومازلت وكم تمنيت أن يكون العام كله شتاء .... اختنق في الصيف ...الي حد البكاء والدعاء الي الله ....يارب شوية مطر يارب ....ياريت كل السنة برق ورعد ومطر ياريت .....
ويأت عم أحمد بالشاي يتصاعد الدخان منه ....ما أجمل الدفئ في أيام الشتاء .....
وفجأة هبت عاصفة مدوية ....وعلا الصوتُ الذي أرتعبُ حين أسمعه وارتجف ...ودخل حجرتي فجأة كعاصفة رعدية ....أحمر الوجه ....غاضبا ولم أعرف وقتها لم الغضب ؟
وأصاب هذا الوجه محسن بالرجفة وخرج مسرعا من الغرفة ومعه كوب الشاي..
وعرفت أن هذا اليوم لن يمر علي خير .....ربنا يستر ويعديها علي خير ...
وخرج هو الآخر ثم عاد مرة أخري وقد خلع الجاكيت ... وأمسك بيده .. فرخ كرتون أبيض كبير ...وأناأنظر اليه متعجبة خائفة ...وأقول لنفسي ...بيعمل ايه الرجل ده ؟
ومال بجسده الفارع الطويل وقام بلصق هذا الفرخ الكرتون علي فتحة المكتب .....ثم نظر اليّ نظرة مرعبة وأعطاني ظهره وخرج من الحجرة وزصفق الباب وراءه بقوة أرعبتني ....
وسأت نفسي ...هو فيه ايه ؟؟؟
ورحت لأحسان ...زميلة طيبة بيضاء قصيرة مبتسمة علي الدوام ....تصوري احسان ....هو بيعمل كده ليه معايا ؟.... ردت ضاحكة ... يعني انتي مش عارفة ....وابتسامتها تقول أشياء .....
وعلا صوته قائلا وأنا أسمعه .....ياعم أحمد ....نادي الآنسة (......) وخليها تجيب التقارير معاها ....وأسرعت الي مكتبي أجهز ما طلبه .....
يأت عم أحمد الساعي الطيب ...ليقول ...اتفضلي عاوزك ومعاكي ..... حاضر ياعم أحمد ربنا يعدي النهاردة علي خير .... يرد ....يارب يابنتي ...
زعابيب أمشير ....
دققت باب حجرته بخة من رعبي وخوفي ... رد قائلا ...أدخل ..... ووقفت أمامه ارتجف وقد زادت برودة الجو حولي ... ثم قال ...آخر مرة آلاقي حد عندك من المفتشين ....
وكدت أبكي من الخوف ....حاضر حضرتك ....التفضلي ...سيبي الملف والتقارير واتفضلي علي مكتبك ......
ولم أفهم معني للعصبية ...ولم أفهم معني مافعله أمامي ونظراته القاسية نحو محسن ....
وتحاشيت طوال اليوم دخول مكتبه ....مادام اليوم بدأ بالعصبية الشديدة ....كان عصبيا ً طوال اليوم يأتي الي صوته ...في مناقشة حادة مع أحد الزملاء .....
وتحاشاني هو الآخر ....وتجاهلني تماما .....

يتبع - أنتظروني في الجزء الرابع


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق