4 يناير 2018

الجزء الخامس من روايه خبيئة الذكريات بقلمي وهيبة سكر


دخلت مكتبه مرة اخري لعرض بعض الاوراق كان عمل متعلق بمكتبة وبكل اعماله كنت اتابع تقارير التفتيش واعرضها عليه واتولى مراجعتها ثم عرضها عليه
للعرض علي محافظ المدينة
وفجأة قال
ممكن تناوليني من فضلك علبة السجائر من الجاكيت
كان يدخن بشراهة شديدة وللعجب كنت احب رائحة سيجارته التي لاتنطفئ ابدا
دائما مشتعلة في يده
كانت الجاكيت امامي معلقة طبعا ولم ارد عليه لم استطع الاقتراب من الجاكيت او مد يدي
في جيبه كماطلب
هل خشيت عطره او لمس الجاكيت التي تلامس وخرجت متجاهلة طلبه العجيب وتوالت حكايات الغيرة والعصبية  والتصرفات الغير واضحة والغير مبررة لي وقتها
وازداد خجلا وعدم فهم ويزداد احتلاله لي وتوغله في كياني وانا لاادري

الكل كان يفهم ويدرك مغزي تصرفاته معي الا انا
كان يكبرني بعشرين عاما
كان رائع الوجه جميل الطلعة فارع الطول له هيبة فارس من الفرسان
كان اشيك الرجال واكثرهم اناقة
شعره شلال اسود ناعم
عيونه واسعه سوداء
تهافتت عليه نساء الدنيا
لم يتزوج الا مرة واحدة فشلت بعد ايام ولم اعرف السبب وقتها

وافاجئ بسيدة معه في المكتب من العاملين في المكان من خارج الادارة
جميلة بيضاء شعر اصفر مصبوغ تضع ساقا علي ساق
اغتظت وارتعدت
وتعجبت حين
قال لي
اقعدي من فضلك عاوزك
وجلست قبالتها ونظرت لي في غيظ شديد
وفي رعونة اقف مرة اخري واقول
حضرتك عاوز مني حاجة
وينظر لي في غيظ ويقول
ايوة اقعدي عاوزك
كأنما كان يستنجد بي منها وهي تنظرلي في غيظ
وفوجئت يقول لها
يامدام رجاء انا مش فاضي
وخرجت مسرعة وتنظر لي في حنق تكاد تقتلني
ماهذا الغباء غبائي
هل منعني خجلي من الفهم ام لم اكن اتصور اني لدية مفضلة وانا مازلت في بداية حياتي
ام غرور الشباب وكثرة الملتفين حولي من الشباب
وازداد توغله في ذاتي مع الايام وانطبعت صورته في وجداني وازددت توحدا به وبذاتي
لم لم يبدأ هو بالمبادره لم ؟
كنت اخشاه واخشي كل الرجال تربيتي الصعيدية الصارمة فكل امر من الامور عندنا له حدوده
التي لايمكن تجاوزها او تخطيها حتي النظر في عيون الآخرين كان محرماً في قانون جدتي
الصعيدية الصارمة
واصبحت حياتي تتردد بين حيوات ثلاث
واقع لااعرفه
وبيتي القديم
وهو واحتي ومرفأي وواحتي مع جدتي وامي
واعود اليه ليلا حين يأوي الجميع الي فراشهم
حتي اعيش حياتي الثانية هناك معه في عالمنا السحري
اخلع عنه الجاكيت حين عودته مساءا
واحضر له الحمام
وربما ساعدته في الاستحمام برغوة الصابون المنعشة واغسل له شعره الحبيب
واضحك ويضحك واقبله في كل اركانه واغرق معه ويغرقني وابتل فيجرني لاستحم معه
وتعودت الا اسأله عن شئ
هو يحكي
وقتما يريد كيفما يريد يحكي
اعرفه من عيونه من تقاسيم وجهه من صمته حين يشغل فكره امر هام ولااتكلم ولاأسأل

كان اجمل الرجال واحلاها واعظمها واكثرهم عصبية وغيرة
احببته عشقته عاشرته عشت معه وتعلمت الا اثير غيرته ابدا واتجنب امورا قد تثير عصبيته وغيرته
لم ار غيره لم اشعر الا به كان يملأ كوني ويحتلني ويتخللني ذبت في كيانه فلم اعد انا بل اصبحت وكنت هو كأنما تلبسني

وهيبة سكر 14 سبتمبر 2013

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق