27 ديسمبر 2014

الوظيفة الحامدية الشاذلية // وهيبة سكر

الجوهرة الحامدية لسيدي سلامة الراضي رضي اللـه عنه
بســــــــم اللـه الرحمــــــن الرحيــــــــم
اللهم صل علي سيدنا ومولانا محمد صلاتك الكاملة الأزلية, الموصوفة بالبقاء والدوام والأبدية , التي صليتها في حضرة العلم الأقدس الإلهي القديم , الذي تنزل بسفرائك في حضرة القرآن الكريم , فقلت بلسان الفرقان المحمدي الرؤف الرحيم ..... إن اللــه وملائكته يصلّون علي النبيّ يأيّها الذين ءامنو صلّوا عليه وسلموا تسليما
فكان ذلك تعليما لنا وأمرا وتشريفا لقدر نبيك وتعظيماً , فنسألك اللهم أن تصلي علي سيدنا مُحَمّد جَمَالَ التجليات الاٍختصاصية , وجلال التدليات الاٍصطفائية , الباطِن ِ بك في غيابات العز الأكبر , الظاهر بنورك في مشارق المجد الأفخر , فاتح الدورة الكلية الربانية , الإلـهية القدسية الكمالية , بالخاتمة العنبرية الندِية المكية , الخاصة العامة المحمدية , الكاملة المكملة الأحمدية , أول التَعَيـنَات المُفَاضَـة من حضرة العَمَـاءِ الربانية , القائم بظهور سر خِلْعَة الأسماء والصفات الإلـهية , فَلَقِ صُبْحِ أنوار الوحدانية , وطلعة شمس الأسرار الربانية , المَظْهَرِ التام لجميع التَجليات والشؤون , والفيض العـام لِعِلْم الله القديم المكنون ,
النور الأول الفائض من حضرة غَيْبِكَ , وصاحب الخَلْوَةِ في حضرة قُدْسِكَ , بهجةِ قمر الحقـائق الصمدانية , وحضرةِ عرشِ الحَضَراتِ الرحمانية , الجوهرة اليتيمة التي دارت عليها أصناف المُكَوِنَاتِ , والنور الذي ملأ إشراقُهُ الأرضين والسماوات , مَجْمَعِ الرقائق الإيمانية , وطُورِ التَجِليَاتِ الإحسانية ,
مظهر سر الجود الجزئي والكُلي , وإنسان عين الوجود العُلْوِي والسفلي , الحجاب الأعظم الذي لا ينتهي سائر إلا إليه , وكُل من ادعي الوُصُولَ من غير بابِـه فحالُه مردود عليه , شمس الوِصَالِ وحَيَاةِ كل موجود ,روحِ جسدِ الكونين وسيد كل والد ومولود , نور أنوار بصائر الأنبياء المكرمين ومحل النظر وَسَعَةِ الرحمة من العوالم الأولين والآخرين , نور كل رسول وسناه , وجوهرة كل ولي وضياه , جميع الأنبياء والمرسلين نوابه إلى العباد , وكافة الخلق يسري لهم منه الفضل والإمداد , أبْرِزَتْ من سِر فيضِ حقيقته أنواع الموجودات , وتَعَينتْ به الدرجات وتميزت جميع الدركات , واتضحت سبل الهداية للطالبين , ونسخت شريعته الكاملة شرائع المرسلين , وأرسله الله رحمة للعالمين , ووَصفَهُ بالرأفة والرحمة بالمؤمنين , أعظم حامد لربه بجوامع الكلم اللدُنية , وأكمل قائم بين يدي ربه في الحضرة الإلـهية , فهو جامع كل فضل وخطيبُ حضرة الوِصَالِ , وإمامُ أهلِ الكمالِ وصاحبُ الجلالِ والجمالِ , عينُ العنايةِ وزينُ القيامةِ وكنزُ الهدايةِ وصاحب الكرامة , إمام الحضرةِ وأمين المملكة وطِرَازُ الحُـلةِ, كنزُ الحقيقة وشمس الشريعة وناصر الملة , تاهت في أنوار جلاله أولوا العزم من المرسلين وتحيرت في َدْركِ حقائقه عظماء الملائكة المُهَيمين , مُنْتَهي هِمَمِ الُقدسيين وغاية سير السالكين , ودليل كل حائر من السائرين بنوره المُسْتَبِين , صاحِبُ الأخلاق الرضية والأوصاف الَمرضية , والكمالات الإلــهية والمَعَالِمِ الرَبانية , واسِطَةُ عِقدُِ النبيين ومقَدمَةِ جيشِ المُرسلين , وقائد ركب الأولياءِ والصديقين , صلاةً وسلاماً يتنزلان من أُفُقِ كُنْهِ باطنِ الذاتِ , إلى فلك سماء ظاِهِر الأسماء والصفات , ويرتقيان عند سدرة منتهي العارفين , إلى مركز جلال النور المبين , علي سيدنا ومولانا محمد أفضل الخلق أجمعين , فصل اللهم عليه بجميع صلواتك التامات المباركات , صلاةً تستغرق جميع العلوم والمعلومات , لا غايةَ لهل ولا انتهاء ولا أَمَدَ َلهَا ولا انقضاء , دائمةً بدوامك باقيةً ببقائك , تتوالى وتتجددُ في كل لحظةٍ بِعَدَدِ كمالك , وعلي اله وصحبه وُوراثهِ كواكبُ آفاقِ نورك , ونجوم أفلاك بطونك وظهوركَ , الباذلين أنفسهم في سبيله وخُدامِ بابه , والتابعين لأحكام تنزيله وفقراء جنابه , والمحفوظة سرائرُهم علي العقائد الحَقةِ في ملته , والمنزهة ضمائرهم عن أن يَحُل بها ما ليس في شريعته , اللهم إنا نتوسل به إليك في غفران السيئات , وستر العورات وقضاء الحاجات , في هذه الدنيا وعند انقضاء الأجل وبعد الممات , اللهم أَرِنا وجه نبينا صلي الله عليه وسلم في اليقظة والمنام , واجعله روحاً لَنا من جميع الوجوه يا ذا الجلال والإكرام , وامحُ عنا وجود ذنوبنا بمشاهدة جمالك , وغَيبْنَا عنا في بحار أسرار أنوارك , واعصمنا بحولك وقوتك من الشواغل الدنيوية , والنقائص المبعدة عن حضرتك القدسية , واجعل رغبتنا فيك واسقنا من شراب محبتِك , واغمسنا في بحار أَحَدِيتِكَ حتى نرتع في بُحْبُوحَةِ حضرتك , واقطع عنا أوهام خليقتك برحمتك ومِنتك , ونَوِرُنَا يا حي يا قيوم بأنوار طاعتك , وامْنُنْ علينا بالتوفيق واهدنا فيمن هديت ولا تضلنا وبصرنا بعيوبنا عن عيوب غَيْرِنَا , اللهم إنا نتوسل إليك بنوره الساري في الوجود , أن تَمُن علينا بالقُربِ والوُصول بمَحْضِ الكرم والجود , وأن تُحْيِيَ قلوبنا بنور حياةِ قلبه الواسع , وأن تشرح صدورنا بنور صدره الجامع , وتُطَهر نفوسَنا بطهارةِ نفسه الزكية , وتُعَلمنا بأنوار علومه الفياضة الَلدُنية , اللهم أَسْرِ سَرَائِرَهُ فينا بلوامع أنوارك وهدايتك , وغَيبنا عنا في حق حقيقته بفضلك ورحمتك , فيكون هو الحي القيوم فينا بقَيومِيتِكَ السرْمَدِية , فنعيش بروحه عيش الحياة الأبدية , اللهم حققنا به ذاتا وصفاتٍ وأفعالاً , وأسماءً واثارًا وأقوالا وأحوالا , حتى لا نري ولا نسمع ولا نُحِس ولا نجد إلا إياك , فنكون قائمين بك في كل حال ولا نشهد سِوَاك , حتى نقوم لك بصحيح العُبُودِية من أمدادِ سِرايَتِه , اللهم إنا نعوذ بك وبنبيك من القطيعة والهجران , ومن الإبعاد بعد التقريب فإنه من أعظم الحرمان , وأجِرنا من الخواطر النفسانية , واحفظنا من الشهوات الشهوانية , وطهرنا من قاذورات البشرية , وصفنا بصفاء المحبة الصِديقِية , من صَدَأِ الغفلة والجهل حتي تضمحل رسومنا بفناء الأنانية , ومباينة أحكام الطبيعة الإنسانية , في حضرة الجمع والتَخْلِيَةِ والتحلي بأنوار الأُلوهية الأحدية , والتحلي بالحقائق الصمدانية في شهود الوحدانية , حيثُ لا حيثُ ولا أينَ ولا كَيْفِية , ويبقي الكل لله وبالله غَرِقًا في بحر مِنتِه ونِعَمِهِ , منصورين بسيف الله مخصوصين بكرمه , ملحوظين بعناية الله ورعايته , محفوظين بعصمته من كل ما يشغلنا عن مراقبته , ومن كل خاطر يخطر في غيرك يا رباه فيبعدنا عن حضرتك , وهب لنا هبةً لا مدخل فيها لسواك ولا سَعَةَ فيها لغيرك , واسعةً بالعلوم الإلـهية والصفات الربانية , ظاهرة بمحاسن الأخلاق المحمدية وآدابها العَلِية , وقَو عقائدنا بحسن الظن الجميل وحقيقة التمكين , وسدد أحوالنا بالتوفيق والسعادة وحسن اليقين , وشُد قواعدنا علي صراط الصدق والإستقامة , وشَيِد مقاصدنا في المجد الأثيل علي ذِرْوَةِ الكرامة , وأغثنا من ضلال البُعْدِ بِأَلطاف رحمتك , واشملنا في مصارع الحب بنفحات عنايتك وأسعفنا في حضائر القُرْبِ بأنوار هِدَايَتِك , وأيدنا بنصرك العزيز واجعلنا من خُدام حضْرَتِك , اللـهم بجاهه تَقبل دعائنا وفرج كروبنا واشف أمراضنا وانصرنا علي من ظلمنا , وأبِحْنا النظر الي وجهك الكريم في حضرات الشهود , واجعل خير أعمالِنا خواتيمها يا رحيم يا ودود , واجعلنا مع الذين أنعمت عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين , وهب لنا العفو والعافية في الدنيا والآخرة والحمد لله رب العالمين
....

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق