رسائل حب في رمضان
(الرسالة السابعة)
كان اليوم يوم موعد تكليفي بالخدمة الليلية وكان دوري في بداية الخدمة من الساعة السادسة إلى الثانية عشر مساءً.
بعد يوم حافل بالعمل استلمت سلاحي من مخزن السلاح كذلك وجـــبة الإفطـار لأتناولها وأنا في الخدمة وتوجهت إلى موقع الخدمة ؛ كان المكان يطل على ربـوة عاليــة ، أثناء سيري كنت أرى الأرض بكل ما فــيها من صخور ورمــال ونباتات بعيني فنان وكنت أتعجب من قدرة الله على هذا التناغم الرائع في الألــــوان ؛ كنت استمتع بكل ما أرى وكثيرا ما تعجبني قطعة من الصخر أرى فيها وجه إنــسان أو عبارة لهـا معني ، وكـنت احتفظ بـكل هذه الأحجــار وأضـعها في كيس المــلابس " المخلة " لأنقلها للمنزل بعد ذلك عند نزولي إجازة.
أثناء تحركي في موقع الخدمة ، كنت أنظر للســماء وما فيها من نجــوم ؛ فأشعر أن هناك تواصل بيني وبين السماء كانت تترامي إلى سمعي أصوات الرياح وكأنها آلة موسيقية تشنف الآذان ، كنـت أسـرح في بديـع خلـق الله السماء واتســاعها ، وتلك النجــوم التي تزينها والأرض وألــوان الرمال مابين الأصفر الفاقع والأحمر القاني والأسود الداكن والأبيض النقي ؛ والنـــباتات التي تنمو بريــاً في الصحراء والجبال وأهتف من داخلي سبحان الله وتبارك خلقه.
تذكرت تلك النبتة البرية التي تحمل زهرة جمـيلة رائعة اللون زكـية الرائحة حيث وجدتها بين الصخور في يوم من الأيام ؛ ظللت أراقب تلك الزهرة طوال شهر كامل في الربيع الماضي حتى قطفتها في يوم ما ومازلت احتفظ بها بين دفتي كتاب عندي منذ ذلك الوقت .
تناولت إفطـاري وأنا أتحرك في موقع الخدمة وحمدت الله كثيرا ، ومرت الساعات حتى حضر زميلي ليتسلم مني الخدمة.
توجهت إلى خيمتي والبدر يهمس لي بهذه الأبيات......
ظمئت إلي الهــوى لـكن حبـــيبي
بعــيدٌ والـــهوى قد غـــــاب عنى
أتــــوق له ولا ألــــــــــقى جوابـا
وتـــــــــحرقني الأماني والتـــمني
وطير الشوق تصـدح في فــؤادي
ولكن لــــست أسمـــعُ ما تُغـــنّى
حبـــيبي ما الذي أقصــــــاك إنـي
أكـــاد أجــــــن من طول التــجني
وأُهــــــرعُ نحو طيفك في منـامي
أضـــــــمك والضنى قد نال مـنى
وألــــــــــــــثم ثغرك الـغريد لكن
يصـــــــــيح الديك يا ويحي أعنى
ألا تشــــــتاق لي؟ قد طـال شوقي
إليـــــــــــــك وأنت قط لم تصـنى
أطـــير إليك تحمـــــــلني الأمـاني
ولــــكن لا أراك فلا تلـــــــــمني؟
تغيــــــــب فمن يبادلني شعوري؟
وألقـــــــــى منك ما قد هاج ظني
أنـــــام ولا أنام وطــــــــول ليــلي
أقـاوم ما لقيــــــت ولم تعــــــــــنى
تطاردني الهــــــــــموم وكم أعانى
فألجــــأ للخــــــــــيال وبعض فني
وأرســـــــم لوحة فيـــــــها عذابي
وأمـلأ من رحـــــــــيق الشعر دني
أيا قدري سئــــــــــــمت ولى رجاء
يعـــــــــــــــيد لي الحياة فلا تدعني
تعـــــال إلى أنى فـي اشــــــــــتياق
ولوفي الحــــــــلم كم ألجمت لـحني
*****
الاربعاء
7 رمضان1393
الموافق 3 اكتوبر 1973
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق