رسائل حب في رمضان
(الرسالة الثانية)
كنت أعمل في صيانة الجهاز اللاسلكي مع مهندس الصيانة ؛ فقد صدرت الأوامر لنا برفع درجة الاستعداد ؛ كان جهازا من طراز قديم وزنه كبير ومحمل على سيارة كبيرة ، وكان يعمل علية مجموعة من الجنود بالإضافة لسائق السيارة برئاستي حيث ترقيت لرتبة "شاويش" أثناء خدمتي العسكرية الإلزامية ؛ التي امتدت طويلاً بسبب ظروف الاستعداد للحرب مع العدو الصهيوني.
بعد تجربة الجهاز والتأكد من كفاءته وصلاحيته للعمل توجهت للاستراحة قليلا في الخيمة ، كانت الخيمة مخصصة لي و معي ثلاثـــة من الجــنود أحــدهم في إجــازة والآخر في مهمة خاصة.
كان الزميل المتواجد معي في الخيمة فنانا من نوع خاص ينحت أشكالا جمالية على قطع الصابون التي تسلم لنا لاستخدامها في الغسيل حيث كانت تسلم لكل جندي ثلاثة قطع من الصابون الردئ الصنع كانت قطعة الصابون مكعبة الشكل وصلبة جدا ، كان زميلي ينحت الأشكال بمهارة فائقة بالملعقة والسكين لتكون على شكل وجه فنانة أو شخصية مشهورة.
كنت من المعجبين بصديقي الفنان وكم شجعته على مواصلة العمل وكان يهـديني كل قطعة لاحتفظ بها في المخلة المخصصة لحفظ الملابس الشخصية وكافة ما تم تسليمه لنا عند بداية خدمتنا العسكرية.
كان التمثال الذي أنجزه صديقي وانتهى منه الــيوم يصور الفنانة سعاد حسني
كان شديد الشبة بالفنانة بشكل مذهل.
تنامى إلى سمعي صوت الفنانة سعاد حسني وهى تصدح بصوتها بأغنية الدنيا ربيع وتذكرت أننا في فصل الخريف.
سرحت بخيالي وأنا مستلق على ظهري قبيل موعد الإفطار في اليوم الثاني من رمضان وجلست لأمسك بقلمي لأكتب...
كيف الوصول
إلى رحاب
حبيبتي؟
مازلت أحلم
بالوصول
لا شيء
يمنع حبنا
فالحب يملأ روحنا
وبه نصول
طيف الحبيبة
هاهنا
حولي
يبادلني القبول
سطرت باسم
حبيبتي
كل القصائد
والمعاني
ليت أحلامي تطول
مابين أضلاعي
محبتها
فماذا بعد
يا قلبي أقول
****
عبدالقادر الحسيني
2 رمضان1393
الموافق 28 سبتمبر 1973
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق