(الرسالة السادسة)
اليوم الثلاثاء استيقظت مبكرا على حلم غريب ؛ رأيت أنني على شــط بحر كبير أمواجه تهدر، والأسماك تعوم على سطحه من كـــافة الأحجام ؛ وفجــأة عبر فوق رأسي سرب من الطيور البيضاء وهى تصيح صياحا عجيباً ؛ متجهة نحـو الشـرق كان المنظر غريبــاً ؛ استيقظت من الــنوم ومازال صوت الطــيور يدوي في سمعي
استبشرت خيرا بالرؤيا وأيقنت أن الحرب قادمة وأننا منتصرون بعون الله.
توجهت ومعي فريق العمل بعد طابور الصباح إلى العربة التي بها الجهاز الذي أعمل عليه ؛ أدرت مفتاح التشغيل وتأكدت من جاهزيته للعمل ، كانت الأوامر أن نشغل الجهاز لمدة قصيرة ثم نتوقف حتى لا يتم رصد الموقع من خلال الإشارات التي تنبعث من الجهاز.
انصرفت إلى بعض الأعمال الإدارية لغسيل ملابسي ،ثم توجهت لرسم لوحات بيانية لبعض المشروعات كُلفت بها من قائد السلاح.
ذهبت إلى مكان إقامة المباريات للمشاركة في الدوري الذى أمر به القائد منذ أمس في أجواء احتفالية غير طبيعية حتى حضر القائد وكرم الفريق الفائز.
وماهى إلا دقائق وسمعنا صوت البروجي يدعونا لطابور التمام المسائي
أسرعت الخطى لمكان التجمع ؛ تطلعت إلى السماء وإلى ألوان الشفق التي تشكل لوحة فنية رائعة الجمال رأيت فيها مجموعة من الدبابات في السماء تطلق الـنار في الأفق ، أفقت من دهشتي وانصرفت مع الزمــلاء إلى قاعـة الطعام اسـتعداداً للإفطار بعد يوم حافل بالعمل، كان الإفطار مكونا من شريحة من السمك والأرز
وبعض التمرات وعلبة عصير جوافة.
صليت المغرب والعشاء في مسجد الوحدة وتوجهت للخيمة استعدادا للـنوم ؛ ظللت يقظا يداعــبني ملك الشعر وعلى أنغــام أغـنية لأم كلـثوم أمسـكت بقلمي لأكتب.........
تكلمْ أيـــها الجبــــل الأصــم
وقــــــلْ للمرجفين بمــــا يهمُ
فقد ضاق الفؤاد بما أشاعوا
ولكن الصــــمود هــو الأهـمُ
فكيدوا أيهــــــا الفساق إني
سأكشف زيفـكم حتى تصموا
أنا النسر الذى يهوى الأعالي
وغــــيري همه أكــــلٌ ونـومُ
إلى العلياء قد سابقتُ نفسي
كأني في سمــاء المجد نـجمُ
سموتُ عن الصغائر طول عمري
وكـــانت هـمتي بالحق تسمو
وقال القومُ كيـــف له بهذا؟
وكيف يزينـــــــه علمٌ وحلمُ ؟
دعوني ليس يغريني مديحٌ
ولا أخشى هجــــــوما فيه ذمُ
وقلبي صامدٌ مادمتُ حياً
وروحي ملــــؤها حزمٌ وعزمُ
أنا الجبل الأشم فلا أبالي
فليس يصيبني يا قــــوم هدمُ
*****
الثلاثاء
6 رمضان1393
الموافق 2 اكتوبر 1973
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق