5 أغسطس 2015

من معالم الاسكندرية // مرصد كوم الناضورة بالاسكندرية // وهيبة سكر

في محيط منطقة المنشية وتحديدا في شارع بحري بك بحي الجمرك بالإسكندرية، ووسط ضجيج الورش والمحال التجارية، يظهر تل كوم الناضورة، يتوسطه برج أثري أنيق، من أعلى البرج الذي حل يوما محل فنار الإسكندرية بعد تهدمه في إرشاد السفن، واستعانت به جيوش نابليون لمعرفة أعداد السفن المقبلة على الإسكندرية، وأقام به محمد علي مرصدا لحركة النجوم والكواكب، يمكنك رؤية شاطئ الإسكندرية والسفن التي ترتمي قبالته، كما يمكنك رؤية أشهر معالم الإسكندرية، وفي الماضي كان أهالي الإسكندرية يصعدون للتلة للاستمتاع بهوائها المنعش، إلا أن كل هذه الروعة سجينة حاليا تحت شعار «مغلق للتحسينات».
في رحلة الصعود إلى التلة سينتابك شعور بأنك أحد الرحالة الذين طافوا بالمكان، فما زالت نسائم الهواء تعبق بأنفاسهم. ستحضرك أجواء الحملة الفرنسية ومدافع الهاون التي نصبها نابليون يوما هنا. فالمكان تحاك حوله الأساطير والروايات التاريخية وقصص الجن والعفاريت التي تناقلها أهالي الإسكندرية، ورسمه الرحالة الفرنسيون في كتاب «وصف مصر»، وتحدث عنه الرحالة العرب والمستشرقون، ويقال إنه المكان الذي بني فيه «مسجد عمرو بن العاص» الذي يروى عنه أنه كان من أعظم وأفخم المساجد على الإطلاق، وكان يعرف بمسميات كثيرة، منها: «مسجد الألف عمود» أو «الجامع العتيق» أو «مسجد السبعين» نسبة إلى السبعين حَبرا الذين ترجموا التوراة من العبرية إلى الرومية وأقاموا في تلك البقعة في عهد بطليموس الأول عام 280 قبل الميلاد. ويذكر بعض المؤرخين أن هذا المكان كان به كنيسة كبيرة شيدها البطريرك ثيوناس واشتهرت أيضا بأعمدتها.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق