يظل المصريون فخورين بـ"القوة الناعمة" لبلادهم خاصة أنها برزت في المنطقة العربية من العالم قبل انتشار هذا المصطلح في تسعينيات القرن الماضي على يد "جوزيف ناي" وهذا حقهم، ففي العالم العربي تعتبر مصر الدولة الأكثر سكانا وذات الجيش الأقوى، بالإضافة إلى تمتعها بموقع هام وجهاز مخابرات ذي نفوذ كبير، وقد كان يقال بأن القاهرة إذا عطست، فإن المنطقة بأكملها قد تصاب بالزكام.
الثقافة والفنون، تعتبران من أهم مصادر القوة الناعمة لمصر تماما كما هى بالنسبة للدول والجماعات في العالم، وتقدم الثقافة والفنون في العادة صورة عن الجماعة المعنية لدى الآخرين، وهناك دول برعت حتى الآن في تقديم ثقافتها إلى العالم بقصد اكتساب حب الآخرين وتقديم صورة إيجابية إلى الخارج، وفي مصر ماتزال توجد هنالك مصادر مهمة للثقافة بوسعها أن تقدم صورة أفضل للعالم كله منها الدين الإسلامي والدين المسيحي وفنون السينما والتليفزيون والفنون التشكيلية.
ومن علامات ازدهار السينما المصرية وبروزها كقوى ناعمة في وقتنا الحاضر أن استطاعت أربعة أفلام جديدة كسر حاجز الخمسين مليون جنيه (الممر، كازابلانكا، الفيل الأزرق 2، نادي الرجال السري)، ومنهم فيلمان تجاوزا السبعين مليون جنيه، ومن المرشح أن يضاف اليها فيلم خامس في الأسابيع المقبلة هو "ولاد رزق2"، وبالنظر إلى تلك الأرقام سنجدها قياسية، بل إنها لم تتحقق من قبل، وتبشر بعودة سريعة إلى أمجاد الماضي القريب، أما ما سماه البعض ممن يضمرون الشر لمصر بـ "القوى الصاعدة في المنطقة" والتي تقوى على تقييد نفوذ مصر الإقليمي بحرمانها من إحدى أهم قواها على الإطلاق، فهذا كلام لايستند إلى حقائق الواقع بل يعتمد على خيال مريض يطمح دوما للنيل من أهم أزرع قوة مصر الناعمة وهى السينما المصرية.
القوى الناعمة المصرية ممثلة في السينما والدراما التليفزونية والأغاني هى صانعة الثورات بامتياز ، لا لأن "التغيير" مفهوم ثقافي، ولا لأن الثقافة سلاح المواجهة الأول لدى المصريين، بل لأن الثقافة مكون أساسي في الشخصية المصرية عبر تراث هائل من الفنون المرئية والمسموعة التي ساهمت إلى حد كبير في تنمية الوعي وتطوير العقلية.
القوة الناعمة هي سلاح مصر الأول منذ عشرات السنين وستظل في المستقبل القريب والبعيد تثبت جداراتها كما يحدث الآن ،وما زال العالم العربي، وسيبقى، يعيش على قوة مصر الناعمة عبر فنونها السينمائية والغنائية والدراما التليفزيونية التي ماتزال تستقطب الجماهير العربية في المشرق والمغرب.
وعلى حد قول "جوزف ناي" الذي شغل منصب وكيل وزارة الدفاع في تسعينات القرن الماضي أن بمقدور القوة الناعمة جعل الناس أو الدول ترغب فيما أنت راغب فيه، وألا تستخدم القسرية أو الإغراء لجعلهم يتبعونك، أي إن القوة الناعمة هي القدرة والاعتماد على قوة الجذب والإقناع، بدلا من إجبار الدول على اتباع سياسات معينة، لذا فهي تعد وسيلة ناجحة في السياسة الدولية.
وفى ضوء كل ما سبق، يمكن القول أن مصر كانت ومازالت وستظل صاحبة القوة الناعمة المهيمنة على المستوى الإقليمى لمدة تزيد على ثلاثة عقود قبل ثورة 23 يوليو 1952، ومازالت مستمرة حتى الآن، فالثقافة والأفكار والقيم المصرية وجاذبية نظامها السياسى والاجتماعى، وشرعية سياستها الخارجية وممارستها الدبلوماسية، وكاريزمية رئيسها بين شعوب العالم الثالث، كانت وماتزال مصدرا للإلهام والجذب لدول المنطقة العربية ودول العالم الثالث كافة، فالثروات العلمية والفكرية والفنية والثقافية المصرية هائلة ولا تنضب، ولها جاذبيتها التاريخية فى قلوب وعقول شعوب المنطقة، شاء من شاء وأبى من أبى ستبقى مصر محروسة أبد الدهر بمشيئة الله وقدرته.
القوة الناعمة هي سلاح مصر الأول منذ عشرات السنين وستظل في المستقبل القريب والبعيد تثبت جداراتها كما يحدث الآن ،وما زال العالم العربي، وسيبقى، يعيش على قوة مصر الناعمة عبر فنونها السينمائية والغنائية والدراما التليفزيونية التي ماتزال تستقطب الجماهير العربية في المشرق والمغرب.
وعلى حد قول "جوزف ناي" الذي شغل منصب وكيل وزارة الدفاع في تسعينات القرن الماضي أن بمقدور القوة الناعمة جعل الناس أو الدول ترغب فيما أنت راغب فيه، وألا تستخدم القسرية أو الإغراء لجعلهم يتبعونك، أي إن القوة الناعمة هي القدرة والاعتماد على قوة الجذب والإقناع، بدلا من إجبار الدول على اتباع سياسات معينة، لذا فهي تعد وسيلة ناجحة في السياسة الدولية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق