في المقهى
لا شيئ يوجعني
أكثر من غياب
حضورك
لا شيء يقتل البسمة
الممددة على شفتاي
أكثر من حضور
غيابك
لا شيء يعذبني
أكثر من عصر
تناقضات أعيشه
فتارة أكون
وتارة لا أكون
وتارة تكوني
وتارة لا تكوني
لكني رغم كل تناقضاتي
أراك ملء عيوني
جالس في المقهى
وحدي
ولكني لست وحيد
فكل شيء تشاركيني فيه
وأراك في كل شيء
أرى في
كأس الماء
انعكاسات وجهك
كالملاك
وفنجان قهوتي
نصفه لكني أرى
في نصفه الآخر ظلك
منديلي الأبيض مطوي
على الطاولة لكني
أشم فيه عطرك
يداي ترتعشان
حين أمدهما
وكأنهما تلامسا يداك
والمرايا بعيدة
وليست بعيدة
تعبث بمشاعري
حين انظر إليها
تارة أراك وتارة لا أراك
وزجاج النافذة الأسود
حول الكون
لنهار و ليل مكشوف
تارة يعكس ظل الشمس
وتارة يعكس ظل القمر
وتارة يعكس ظل نجمة
ولكنه في كل الأحوال
كان يعكس ظلك
والباب يفتح ويغلق
تارة أسمعه يعزف
لحن الوداع
تارة أسمعه
يعزف همسك
وقد أعطاني
إحدى صفات الغيب
لا شيء أصعب
من أن يملك أحدنا
صفة من
صفات الغيب
فتارة أرى الجميع
من خلفه
وتارة لا أرى أحد
سواك
و أعطاني صفة الجنون
فأنا أنا و أنت أنت
وأنت أنا وأنا أنت
فمن أعطاني
صفة الغيب
ومن أعطاني
صفة الجنون
أليست عيناك
في المقهى
أنا لست وحيد
ولست مع أحد
وأنت لست مع أحد
ولست وحدك
أرى الجميع
من بعيد
ولا يراني أحد
أشعر بالحرية
رغم أني المنسي
وأشعر بالعبودية
رغم أني حر
لا يقيدني أحد
فأي شعور مجنون هذا
أتراه شعوري
الذي يقودني
رغماً عني نحو عيناك
أم أني دون أن أشعر
صرت أعيش خيالك
أم إني أسير طيف
روحك
فلا أحد في الذاكرة
سواك
ولست أرى أحد في الكون
سواك
فأنا في المقهى وحدي
ولست وحيد
ولا شيء يوجعني
أكثر من حضور غيابك
ولا شيء يمدد الحزن
داخلي اكثر من
غياب حضورك
وائل الحميد
24/4/2016
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق