الحبُّ رقعة دافئة تقع بالقرب من مركز الدماغ. هذا هو تعريف العلماء للحبِّ،
وهو التعريف الذي يختلف كثيرًا بالطبع عما يتغنى به الشعراء والمغنون، وعما يصفه به الفلاسفة والمفكرون.
من ناحية أخرى وجد علماء الأعصاب أنَّ الإنسان حين يرى وجه حبيبه «تضيء» على الفور أجزاء من الدماغ، وهو الشيء الذي لا علاقة له -بالطبع- بالقلب الذي يتردد ذكره كثيراً على ألسنة الشعراء والعاشقين.
وتؤكد دراسة قام بها البروفيسور «آندريا سبارتلز» من جامعة لندن، ونشرت في مجلة (نيو ريبورت) أنَّ الدخول في حالة حبِّ يختلف فسيولوجيًا عن مجرد الميل لشخص ما، وأنَّه من المرجح أن ترتبط الآثار الفيزيوبيولوجيَّة لنشاط الدماغ بالأحاسيس التقليديَّة المتصلة بالحبِّ، بما فيها الشعور بالنشاط والحيويَّة والنشوة ولوعة الحبِّ.
وقام فريق العمل بالدراسة بعمل أشعة مقطعيَّة لأدمغة إحدى عشرة امرأة، وستة رجال أثناء عرض صور عليهم لمحبيهم الحقيقيين، وصور أخرى لأشخاص كانوا أصدقاء ومخلصين لهم،
وقد أظهرت أجهزة الرصد المغناطيسيَّة لتدفق الدم إلى الدماغ، أربع مناطق كانت نشطة على نحو خاص حين كان ينظر أحدهم إلى من يحبه، وقد أضاءت المناطق ذاتها لدى المشاركين الذين استخدمت معهم أجهزة رصد لقياس مدى صدق مشاعرهم.
وتشير الدراسة إلى أنَّ هذه المناطق الأربع التي تم تحديدها كمناطق ذات صلة مباشرة بعمليَّة الحبِّ، تعتبر النقاط الساخنة المرتبطة بهذه العاطفة الفريدة التي تساعد على تفسير المشاعر المتصلة بالحبِّ.
وتظهر الدراسة أيضاً أنَّ نتائجها يمكن أن تكون لها انعكاسات عمليَّة في تصنيع الأدوية المضادة للاكتئاب، أو إنتاج عقار يعزز الحبَّ بدلاً من الشهوة.
كما يرى القائمون على الدراسة أنَّه من خلال عزل منطقة الحبِّ في الدماغ، يمكن رفع سقف توقعات بشأن نجاح التجارب المتصلة بتحديد ما إذا كان شخص ما يمر بحالة حبٍّ أم لا؟!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق