الظعينة عاشقـــــــــــــــــــــــــــــة الصحراء // بقلم وهيبة سكر

هاربة
لاشئ يُلاحقنيّ
ألهث وراء مجهولٍ 
مغادرةٌ أنا دائماً 
دروب الصحراء 

قديمة
موغلةٌ في القدمِ
صباحاتٌ وشمس

حارقة 
فوقَ الرؤوسِ
وحداء وراء الإبل
في رتابة محببة 
مثلْ ايقاعٍ 

النايّ
يتردد بين الهنيهة والهنيهة

ونسراً يحومُ حول الأبل 
كادَ جناحُه يلامسُ رأسي
ظننت أنه ينظر إليّ 
بعينيه المستديرةُ الثاقبةُ
وكان بداخلي
شئُ غريب
منتفضُ
كما لوكنتُ أتعّرفُ
الى كائنٌ غريبٌ
حميمْ
في ذاك النسرُ الذي يحومُ  
وأنا في طريقٍ حتميٌ
خطواتي معدودة
ومكتوبة
تاريخٌ وطيشٌ ونزقٌ
ويقتربُ النسرُ مني
ثم يبتعد 
مسطراً دائرةٌ في الفضاءَ
ثم يهوي منحدراً
بالقرب من رأسي
ويلحسنيّ بنظرةً من عينيه الأليفةُ لديّ
هل أتيتُ أنا هنا لأتعرف علي هذا الطائرُ
وسرُ التواطؤ بيني وبين الحياة
صحراءُ
طويلة المدى 
ويتناهى الي صوت حداء الابل 

ونايّ
هل مررتُ من هذا الطريقِ مرة من قبلُ ؟
اتحركُ بدافعٍ خفيٍ
نحو اللامعلوم
هدوء وامل في الصحراء
وسفرٌ طويل بهجة احيانا
وخيباتُ أمل ٍ
ويعودُ النسر يحوم حول رأسي
يكادُ جناحُ يلامسُ كتفي
وأنا أستجدي المعنى 
هل استطعتُ في طريق الصحراء
ان أعرف السرَ المنشودِ
موسيقي خفية في الصحراء
حداء ابلٍ
وهدوءٍ يخاطبُ الغيبَ
علّهُ يبوحْ
وصحراءٌ ممتدة
كالسّرِ
وبابُ قدرٍ
وغرفٌ مسحورة
وترقبُ عاصفةٍ
وسفّ رمالٍ
وأمل
في نبعْ الماءِ
والأبل الصابرةُ
تحدو وراء الحداءِ
تجترُ الرزق المخزون
وأمل في الوصولْ
ونسرٌ
مازالَ
في غموضٍ
يطيرُ
في دوائرَ
فضائية
ينظرُ
منْ علٍ
اليّ
ثم يهبطُ
يلامسْ جناحُه
كتفي
ليقولَ
كلمةْ 

هل آتي ليرسل

إشارة

ورمز

علّ الطلسم

يكشف

عن الأسرار

الدفينة

في طريق الصحراء

بقلم وهيبة سكر