21 يناير 2016

الورق والحضــــــــــــــــــــــــــارة الانسانيـــــــــــــــــــــــــة //بقلم وهيبة سكر

يرى علماء الاجتماع والانثروبولوجيا التطوريون أن التقدم التكنولوجي هو العامل الأساسي في تطور الحضارة الانسانية
 للجنس البشري حتي الآن ولكنهم اتفقوا جميعا على 
أن اكتشاف الصينيون للورق في القرن الثاني قبل الميلاد ثم استخدامه في الطباعة والكتابة 

علامة فارقة بين الحضارة الحالية وكل المراحل الحضارية السابقة التي كانت تعرف الكتابة بالحفر
على الحجر او النقش على الواح الطمي المجفف او المحروق أو حتى الكتابة علي الورق البردي
فاكتشاف الورق كان مقدمة لكل التقدم والاتصال وتبادل المعلومات وانتشار المعرفة

فقد أمكن تسمية المرحلة التي يمر بها المجتمع الانساني الآن بالمرحلة الورقية التي تمهد لقيام
مرحلة جديدة بدأت في الظهور بقوة وهي ( المرحلة الرقمية ) التي لن تقضي على أي حال
على استخدام الورق فلايزال الورق والكتابة هما الأداتين
في تلك العملية التي تعتبر أساس وجوهر الحياة والعلاقات الانسانية
وللمسألة ( وجهٌ آخر ) فقد ترتب علي اتساع نطاق صناعة الورق واستخدامه
وزيادة الشعور بالقلق في اوساط الصناعة حول امكان استنزاف الموارد الطبيعية التي تمد الصناعة بالمواد الخام
وهي   الغابات حيث ان 95% من مكونات الورق من ألياف الأشجار
وتواجه صناعة الورق الكثير من الصعوبات وتغير الطلب على الورق خاصة ورق الصحف
وتعاني صناعة الورق ازدياد الاقبال على التواصل الاليكتروني وكذلك نشر الكتب والمجلات
العلمية بعد ان سيطر الكمبيوتر على اصدار الصحف الأليكترونية
 واصبح له الأثر السلبي على صناعة الورق وان كانت تحافظ على بيئة نظيفة بدون مخلفات الورق
ورغم كل هذه التحديات فلايزال اصدار ونشر الكتب في ارتفاع مطرد ولايزال
الكتاب المطبوع على الورق هو الاداة الفعالة الاساسية في التعليم
وعلى الرغم مما يقال على امكانية تراجع الورق او اختفاؤه فلا تزال الوثائق الورقية اجراءات
معمولا به في كل الادارات والمكاتب والمصالح والشركات رغم التسجيل الاليكتروني المتقدم
بل العكس ظهر تعبير جديد باسم ( النهضة الورقية ) لوصف المرحلة الحضارية الحالية
( الورق الاليكتروني ) ظهر الاهتمام بالنشر عن طريق اختراع الورق الاليكتروني والحبر
الاليكتروني وعالج صورته حتي يبدو شبيها بالورق العادي مما يمثل ثورة تقترب في رأي الكثيرين
من ثورة اختراع المطبعة فالورق يتعبر هبة من هبات الحضارة الانسانية منذ ان اخترعه الصينيون
وهو وسيلة واداة للحفاظ علي مكتسبات هذه الحضارة وضمان استمرارها في الوجود
فلقد بدأت الحضارة بالمعني المفهوم الدقيق باختراع الكتابة ومثل اختراع الصينين للورق نقلة حضارية
جبارة لاتزال نعيش في رحابها حتي الآن ويبدو انها سوف تستمر في المستقبل رغم
كل الاختراعات والتجديدات التي تمثل في حقيقة الأمر مجرد اضافات للأصل الثابت
الراسخ الذي سيقود خطواتنا الى المستقبل 

بقلم وهيبة سكر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق