6 أبريل 2015

نبرة الصوت تحدد الشخصية // بقلم وهيبة سكر

أثبتت الدراسات النفسية وعلم الصوتيات ..ان نبرة الصوت تعد في كثير من الحالات دليلا بارزا على الحالة النفسية والاجتماعية للكائن الحي... فنبرات الصوت 
تؤخذ علامة على الاكتئاب اذا كان الصوت خفيضا ذا درجة واحدة . أما الانسان القلق فيكون صوته حادا سريع النبرات .... والإنسان المنفعل أو السعيد يكون صوته مرتفعا ... والشخص الاجتماعي يكون صوته منطلقا مبتهجا ... والشخص العنيد يضغط على مخارج الفاظه ... أما الشخص الموسوس فيعيد الكلمات مرة أخري ... والصوت الكاذب يبدو مترددا ... والصوت العاطفي يبدو هادئا حالما عميق الاحساس . وأما الصوت " الأنثوي " في الرجال فينجم عن اضطرابات في
الهرمونات 

وبالتالي اضطرابات في السلوك ... فيبدو بطبيعة الحال ناعما رقيقا . كذلك الحال بالنسبة للصوت " المسترجل " في النساء ، واذا يبدو غليظا خشنا .
. وقد يكون محاولة لاخفاء المراة ضعفها بالنسبة للرجل . أما المرأة التي تعرف أن سلاحها القوي في أنوثتها فنجدها مفرطة في استخدام صوتها برقة مفتعلة .

. أما المرأة العاقلة المتزنة فنجد صوتها يأتي طبيعيا رقيقا بدون افتعال . وتبين ذلك الدراسات ايضا ... أن الرجال الذين لا يثقون في رجولتهم الكاملة يحاولون 
إبرازها برفع أصواتهم أو الافراط في خشونتها ... وتدل تلك الاصوات المرتفعة الخشنة أيضا على الشخصية الطفولية التي لا يهمها الا إشباع غرائزها .

وعلي الرغم من الدور الكبير الذي يلعبه عامل الوراثة في نقل الصفات الوراثية بين الكائنات الحية من الأجداد والآباء الى الابناء . فقد أثبتت النظريات العلمية
الحديثة عن طريق أجهزة التحليل للاصوات أن 

.. أن الأصوات البشرية تختلف فيما بينها تماما كما تختلف بصمات الأصابع ( الجدير بالاشارة أن خبراء الجريمة قد استخدموا طريقة التحليل الصوتي لاكتشاف الجرائم التي يكون التسجيل الصوتي فيها دليلا على ارتكاب الجريمة تماما كما يستخدم هؤلاء الخبراء البصمات في اكتشاف الجرائم ) فلم تثبت التجارب التي 
أجراها علماء الأصوات أن هناك صوتين متشابهين في عدد الذبذبات ، على الرغم من التشابه الذي قد يبدو في الظاهر بالنسبة للاذن العادية . ومن المعروف

فسيولوجيا .. أن هناك فرقا بين الأحبال الصوتية للمرأة ، والأحبال الصوتية للرجل ... فأحبال المرأة الصوتية قصيرة رقيقة .. أما الأحبال الصوتية للرجل فهي 

طويلة غليظة ، كذلك حنجرة المراة أصغر من حنجرة الرجل ، والالياف العضلية لحنجرة الرجل أقوى ، مما يجعل صوته قويا وخشنا عن صوت المراة الذي يتميز بالضعف ، الا في حالات شاذة . كما ثبت فسيولوجيا .. أن عضلة الصوت تقع في مرحلة وسط بين ما هو ارادي وما هو لا ارادي . وأنه إذا حاول شخص أن 
يتحكم في الجزء اللا ارادي من صوته فسنجد صوته يخرج محبوسا متكلفا ... وفي هذه الحالة يتبين لنا أن هذا الشخص خجول وجبان أو خائف أو يخفي في 
اعماقه شيئا عن طريق الصوت . ولذا يضطر المعالج النفسي احيانا أن يطلب من مرضاه أن يصرخوا بصوت مرتفع ، ويستمروا في الصراخ حتي يشعروا بالراحة الكاملة ، وحينئذ يصبح صوتهم طبيعيا ، يعكس طبيعة شخصيتهم

. - قام البروفيسور " وليم ترثون " العالم النفسي بتاليف كتاب عن " الصوت والمخ " والعلاقة المتبادلة بينهما ..... في هذا الكتاب يقول ترثون : إن الأصوات تختزن في المخ علي هيئة تفاعلات كيميائية .. هذه التفاعلات تحدث تاثيرا في مشاعر الإنسان وانفعالاته ، وتظهر في سلوكه في صورة خمول او نشاط .. فرح او حزن .. سعادة او الم . 

هذا .. وقد اشارت الدراسات العلمية الى ان الصوت يدل على الطابع الحضاري أو المتخلف .. ففي المجتمعات المتحضرة تختفي الاصوات المرتفعة وتميل 
احاديثهم الى الهدوء في صوت خفيض ... اما في المجتمعات المتخلفة فالاصوات تتميز بالارتفاع والضوضاء في كل مكان ، كذلك الحال في المجتمعات التي تعاني من الكبت السياسي ، حيث يلاحظ ان الاصوات فيها مرتفعة ، والضوضاء منتشرة ، لانها المتنفس الوحيد لما يعاني منه الإنسان من كبت . كما اشارت 
تلك الدراسات ايضا الى ان الاصوات لها تاثير نفسي على الإنسان ، بغض النظر عن محتوي الكلام الذي تنقله تلك الاصوات - مثال علي ذلك صوت الدكتور طه حسين ، وصوت الموسيقار محمدعبد الوهاب ، وصوت ام كلثوم وعبد الحليم حافظ وغيرهم ، فان اصواتهم تصل الى نفوس الناس بتاثير خاص . - وبغض النظر عن الادوار التي تؤديها والتي ربما لا يفهمها من يستمع اليها . - من المعروف ان لكل صوت مواصفات خاصة تجعله صالحا دون غيره لاداء دور من الادوار 
الاوبرالية فطبقة " السبرانو " للسيدات عادة للادوار الشاعرية والحب .. اما الطبقات الغليظة " كالميزوسبرانو " فلابد ان تؤديها امراة ناضجة ... اما الطبقات التي يؤديها الرجال " كالباس " و" التينور " فيختار لها من يستطيع ان يؤديها وفق الشخصية المرسومة . والجدير بالذكر ان هناك دراسات اخري ايضا قد تناولت تحليل الشخصية من خلال نبرات الصوت ، من تلك الدراسات الدراسة التي اجراها بعض علماء النفس علي مدى اهمية طريقة التحدث ، حيث غالبا ما يعبر الصوت عن شخصية صاحبه . فقد تبين ان


***-صاحب الصوت السريع الذي يتحدث بسرعة فائقة عديم الصبر اوالشعور بالامان .. وهذه الشخصية تريد ان تقول كل ما لديها بسرعة علي قدر الامكان ، مما يقلل من اهمية الكلام الذي يقال .

*** وان صاحب الصوت الطفولي الذي يتميز بحدة النبرات يكشف عن شخصية غير ناضجة مازالت تحتفظ بصبغات طفولية كثيرة تنعكس في معاملاتها مع الناس بالحدة وعدم الارتياح ، لعدم تحمل صاحبها للمسؤليات الملقاه علي عاتقه.
*** وان صاحب الصوت الأجش ذي النبرات الخشنة يكشف عن شخصية تجد صعوبة في الاختلاط بالناس .
*** وان صاحب الصوت المشوش الذي يتحدث دائما بصوت عال جدا يكشف عن شخصية تسمع جيدا ، ولكنها لا تركز ولا تعي ما تسمعه ، لاحتمالات ان يكون لديها مشكلات نفسية او اهتزازات في بناء الشخصية قد يتمثل في الغرور او جذب الانتباه . 
*** وان صاحب الصوت الممل الذي يتميز بنبرة واحدة لا تتغير يكشف عن شخصية تعاني من رتابة وضيق من الحياة ، او يعاني من مشكلات ما ، مما يتراءى لمحدثه من كلامه الذي يخرج من بين اسنانه .
*** وان صاحب الصوت الناعم السلس يكشف عن شخصية قادرة على ان تعبر عن نفسها ... يالفه الآخرون كما يالفهم ... ويعبر عن شخصية تنعم براحة نفسية وعصبية احيانا .
// وهيبة سكر //



 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق