خبيئة الذكريات
عرفته هناك عن قرب
روحه
ذاته الشفافة الحالمة الحانية كان يخفيها وراء حدة وعصبية مصطنعة
اشبعني في قربه دللني
ناداني باحب الاسماء عيونه مرفأي امن
في سنوات اتت بعده
كان النور ومازال
استمد منه القوة
عندما اسافر اليه الي عالم احلي من وجودي
ومن كل الوجود وليس ككل الحيوات والتقلب
في الايام
لم لم يقل ما كان ينبغي ان يقوله في جواري
لم لم يختصر المسافات بيننا كم انتظرت ان
يبوح ان يصرح
كان يكتفي بالاشارات والتلميحات ولم استوعب
واصابني حبي له بالخوف والرهبة كنت اراه
عملاقا وانا الضئيلة الحجم وكنت اراه اكبر من تخيلاتي واحلامي
خشيت ان يكون حبي وهما
خشيت ان افسر اشاراته تفسيرا خاطئا
طفولتي الداخلية كبلتني
بطء الفهم والاستيعاب كبلني
آثرت التوحد ذاتي خوفا من صدمتي فيه
كنت هشة رقيقة ضعيفة ومازلت رغم تصور البعض
لقوتي وعنفي
وبجواره اخذني العمل وقربني اليه كان يشجعني
للتخلص من طفولتي ومواجهة الاحداث
اجبرني ذات مرة ان اقوم انا بعرض تقارير
العمل علي محافظ المدينة
ارتعشت وذعرت
قلت انا --- لالالا
رد ايوة انتي
وفي عهده ازدهرت المحافظة كان دؤوبا محبا
للعمل واحتل اسم المحافظة الصفحات الاولي
من الصحف امحافظة اولي في كل شئ نظافة
متابعة اجادة
كان يعشق دموعي
كم ابكاني ليري دموعي ويسعد بها
كم كان يصرخ في وجهي
ايه ده ثم يرمي بالملف علي المكتب وابكي انا
كم اسرعت من مكتبه وانا دامعة
ثم يستدعيني بعدها
عم احمد
اتفضلي البيه عاوزك
حاضر ياعم احمد
واتلكأ في الذهاب
وفجأة أراه امامي في مكتبي بقامته يملأ
الافق امامي بابتسامة رائعة
هاتي الملف وتعالي
كم كنت غبية فلم افهم
صوته العالي لم يخف ابتسامه عيونه الحانية
كان يستنجد بي احيانا ولم افهم
كم استند بي حين اتت هذه رجاء
كانت تطارده ويستدعيني فورا لاجلس امامها ولم افهم
كان وجودي امامها يقطع عليها محاولاتها لاستمالته او لفت نظره اليها
ولم افهم
ادركت بعدها بسنوات كم كنت غبية
واعود اليه
الي عالمنا
الي بيتنا هناك
في المطبخ اعد له وجبة يحبها
في الشتاء يحب جدا شوربة العدس الاصفر
كان يعشق المطر مثلي تماما
كنا نبتل معا
كان مكاننا المفضل يسمي الصالون امام البحر مباشرة تظللني قامته والمطر يغرقنا
ونضحك
يحتويني ومعطفه الاسود الحبيبي والتصق به
حين يعبر بي الطريق آخذا يدي الصغيرة
وتغوص في يده
مازال ملمس يده في يدي وكياني
كانت يداه كل الحنان والمعتمد والسند
احفظ كل خلاياه
كم بللنا المطر معا
كم تأملنا في مكاننا هذا العابرين امامنا
من زجاج هذا المائدة كانت مائدتنا دائما بجوار النافذة
المطلة علي البحر
الكل هنا يعرفه
كم كنت اشعر بالزهو وانا بجانبه ومعه كان
عظيما جميلا
واشعر به وراءي
شعرت بانفاسه في عنقي
ويداه تحتويني من ظهري وانا اعد له طبق
العدس الاصفر في المطبخ
ثم يقول
سيبي كل حاجة وتعالي
عاوزك
الي مأوانا يأخذني
جنتي التي شهدت حواراتنا وليالينا وايتقرار ارواحنا وقلبينا واتحادنا
وعشقنا
ويسمعني احلي الكلمات
واعترافات الحب والوجد والعشق
بكل تعابير برية وحشية بكر
موروثات آدم وحواء
حين قال وقلت
وتخللني
سألني مالك حبيبتي
قلت
عندي لك مفاجأة
الي الجزء الثامن
وهيبة سكر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق